قدّم أعضاء المكتب المحلي لحزب التقدم والاشتراكية في مدينة الفنيدق استقالة جماعية احتجاجًا على ما وصفوه بتدخلات غير مبررة في مهامهم واختصاصاتهم.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات في المدينة بسبب الأوضاع المتأزمة المرتبطة بظاهرة الهجرة السرية، والتي دفعت السلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير أمنية صارمة.
وأفاد بيان صادر عن المكتب المحلي للحزب، أن استقالة الكاتب المحلي عبد المطلب الغربي يوم 31 غشت كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
جاء ذلك بعد إصدار بيان يعبر عن استياء المكتب من الأوضاع في الفنيدق، حيث اعتبر الغربي وبعض أعضاء المكتب أن هناك تدخلًا في عملهم من جهات عليا في الحزب، ما يُعتبر مساسًا باستقلالية الفرع.
وشهدت الفنيدق، الواقعة قرب سبتة المحتلة، تصاعدًا في محاولات الهجرة السرية من قبل الشباب والقاصرين، الأمر الذي خلق مناخًا من التوتر والقلق بين السكان وأثر سلبًا على النشاط الاقتصادي والتجاري في المدينة.
وقد دفعت هذه الظروف السلطات إلى تبني خيارات أمنية مثل تسييج الشواطئ وفرض حواجز، وهي إجراءات أثارت انتقادات من أحزاب اليسار، بما في ذلك حزب التقدم والاشتراكية، التي دعت إلى مقاربات تنموية بديلة لمعالجة الأزمة.
وأكد أعضاء المكتب المستقيلون أن البيان الذي أعده المكتب بخصوص الأوضاع في الفنيدق لم يكن نابعًا من قرار فردي بل كان نتيجة تشاور جماعي، مشيرين إلى أن البيان يعكس حقيقة ما يعانيه سكان المدينة.
وأعربوا عن رفضهم لما وصفوه بالمبررات غير المنطقية التي قدمتها القيادة العليا لعدم نشر البيان، معتبرين أن ذلك يمس بمبدأ استقلالية القرار الحزبي.