في حي شعبي بمدينة طنجة، يزدحم المارة أمام محل صغير للوجبات السريعة، حيث يتصاعد صوت الزيت المغلي ممتزجًا برائحة البطاطس المقلية والبصل المُشحر.
وينتظر الزبائن دورهم للحصول على وجبة خفيفة، في مشهد أصبح جزءًا من يوميات سكان المدينة.
لكن وراء هذا الإقبال الكبير، تتزايد المخاوف الصحية نتيجة حالات التسمم الغذائي التي تكررت مؤخرًا، مما يثير تساؤلات حول جودة الأطعمة المقدمة ومدى التزامها بمعايير النظافة.
وتعد وجبات الشارع خيارًا شعبيًا للعديد من سكان طنجة وزوارها، خاصةً بين الفئات التي تبحث عن الطعام السريع وغير المكلف.
ومع ذلك، تشير الإحصائيات الوطنية إلى أن التسمم الغذائي يشكل 17% من مجموع حالات التسمم المسجلة سنويًا في المغرب، التي تتراوح بين 1000 و1600 حالة.
ورغم أن الصيف يشهد ذروة الإصابات بسبب حرارة الطقس وسرعة فساد الأغذية، إلا أن حالات التسمم مستمرة طوال العام، كما هو الحال في طنجة خلال الأسابيع الماضية.
وتحكي سعاد، وهي عاملة في مصنع بالمدينة، عن معاناتها مع التسمم الغذائي بعد تناول وجبة من أحد بائعي الشارع، قائلة: “كانت وجبة تبدو عادية، لكن انتهى بي الأمر في قسم المستعجلات بعد آلام حادة. ومع ذلك، أحيانًا أضطر للعودة لهذه المحلات لأن الخيارات الأخرى أكثر تكلفة”.
من جانبهم، يدافع بائعو الشارع عن أنشطتهم وسط ظروف صعبة. أحمد، صاحب عربة طعام، يشير إلى أنه يحاول دائمًا تقديم أطعمة نظيفة، لكنه يواجه تحديات مثل نقص التبريد وارتفاع تكلفة المكونات الجيدة.
وفيما تثير هذه الحالات غير قليل من القلق، يطالب الكثيرون بتشديد الرقابة الصحية على مطاعم الشارع وتوفير برامج توعية للبائعين والمستهلكين على حد سواء.
ومع استمرار الإقبال على هذه الوجبات، تبقى المخاوف الصحية حاضرة في أذهان الزبائن، الذين يجدون أنفسهم بين البحث عن وجبة سريعة ورخيصة والخوف من عواقبها الصحية.