خلال زيارتها للمغرب، جددت المسؤولة الأمريكية، ميشيل سيسون، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية، التأكيد على الموقف الثابت للولايات المتحدة تجاه مخطط الحكم الذاتي، بصفته حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا، مضيفة أنه أساس عادل ومستدام لحل النزاع القائم حول الصحراء. هذا الموقف الواضح تقابله الدبلوماسية الانتهازية المنتهجة من طرف فرنسا التي لا تؤمن بالشراكة رابح-رابح، بل تروم استدانة المنطق المتجاوز للتبعية والخضوع.
وكانت السيدة سيسون قد أشارت خلال تصريحها، الذي أعقب المحادثات التي أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى ثبات موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مخطط الحكم الذاتي، الذي أعلنته رسميا نهاية 2020، كحل جاد وذو مصداقية وواقعي. هذا الموقف الثابت يتباين بشكل صارخ مع ازدواجية المواقف التي تتسم بها بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، التي لا زالت تعيش في زمن الهيمنة الجيواستراتيجية وتحن إلى الماضي الاستعماري البائد.
كما نوهت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية خلال تصريحها بالدور الريادي والمساهمات القيمة التي يقوم بها المغرب ضمن التزامه بحفظ وتعزيز السلام والأمن بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، معربة أيضا عن تقدير الإدارة الأمريكية الكبير لدور جلالة الملك في هذا المجال وحرصه على نشر السلام وتعميم المقاربة الإنسانية للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء.
وقد جاءت هذه الزيارة تأكيدا للعلاقات العريقة والروابط الوثيقة التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مبرزة الماضي والحاضر الذي يتشاركه البلدين كطرفين منخرطين في مواجهة الإرهاب وقضايا الهجرة في المنطقة.
هذا ويسائل الموقف الأمريكي الذي جاء على لسان المسؤولة الأمريكية التحركات الفرنسية المشبوهة التي أفضت إلى تأزيم العلاقة بين المغرب وبعض دول الاتحاد الأوروبي والدفع بالبرلمان الأوروبي إلى التدخل بشكل فج في الشؤون الداخلية للمملكة والانتقاص من مؤسساته القضائية.