حل الشاعر سعيد كوبريت ضيفا على رواق فضاء التعبير التابع لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير بالرباط، وذلك في أمسية شعرية نظمتها، الاثنين، المؤسسة بشراكة مع بيت الشعر للاحتفاء بالمنجز الشعري والإعلامي لهذا الشاعر المغربي.
وتأتي هذه الأمسية، التي قام بتقديمها كل من الشاعر محمد العناز والإعلامية اسمهان عمور، في إطار البرنامج المشترك لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبيت الشعر، الذي يهدف إلى تشبيك العلاقات بين العرض البصري والشعري والفني من خلال تنظيم فعاليات فنية متنوعة.
وكانت الأمسية، التي حضرها جمع من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بفنون الشعر، مناسبة للتعريف برحلة سعيد كوبريت المهنية، بصفته إعلاميا مغربيا برز دوره صحفيا ومقدم برامج بإذاعة طنجة ثم رئيسا لبيت الصحافة بنفس المدينة، وشاعرا جاد قلمه بالعديد من الدواوين الشعرية باللغات العربية والفرنسية والإسبانية. كما شكلت الأمسية فرصة للجمهور للاستمتاع بمجموعة من القصائد التي ألقاها الشاعر.
واستحضرت اسمهان عمور، في كلمتها التقديمية، تجربة الشاعر الإعلامية، مذكرة بمساهماته “القيمة في إغناء المشهد الإعلامي الوطني ببرامج ذات بعد وطني واستضافته لعدد من الشخصيات المؤثرة في المشهد الثقافي عبر أثير إذاعة وطنية عتيدة”.
من جانبه، قدم محمد العناز قراءة في بعض قصائد سعيد كوبريت عبر تسليط الضوء على الجوانب الجمالية والأساليب اللغوية التي ينهجها الشاعر، مبرزا أنه “يكتب شعرا خالصا يتفجر من ينابيع لغوية منعشة للروح”.
وتسائل العناز عن الدافع الذي يجعل الشاعر “يتمشى حافيا بين ألغام اللغة العاشقة والمعشوقة”، مجيبا في نفس الوقت أن “الشعر ذاته هو الذي يدفع سعيد كوبريت إلى خوض غمار هذه المناورة الأدبية”، ولافتا إلى أن كتابته الشعرية تحيل إلى “تحرر الأنا من خلال الجمع بين المتناقضات التي تضطرب بها النفس البشرية، من دون الذوبان الكامل في أي جزء من هذه المتناقضات”.
أما سعيد كوبريت فقد عبر، في تصريح للصحافة عقب هذه الأمسية، عن امتنانه للمنظمين على هذه الالتفاتة لمنجزه الشعري الذي يمتد لأكثر من ربع قرن من الزمن، مشيدا بجهود فضاء التعبير التابع لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبيت الشعر في تشجيع الفعل الإبداعي والترويج له.
وقال الشاعر إن الأمسية شكلت فرصة “للغوص في عمق تجربة إبداعية تحاول أن تجد التقاطعات وتشيد الجسور بين الخطاب الثقافي المغربي والمقول الشعري الأدبي”.
ونجحت تجربة سعيد كوبريت الشعرية التي انطلقت في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، في إثارة الاهتمام النقدي والثقافي والشعري، لكونها اجتازت منعطفات عدة لتبني استعارتها الخاصة، وتنسج عوالمها في تماس مع انشغالات الذات وأحلامها.