بصم إلياس تانوتي البالغ من العمر 23 ربيعا، على مسار دراسي ومهني مميز، حيث تخرج من أكبر الجامعات وعمل في إحدى الشركات الناشئة وشغل منصب منسق إفريقي لـ” المجلس الاستشاري لجيل الفضاء التابع للأمم المتحدة” كما يعد واحدا من أفضل 10 مواهب تقل أعمارهم عن 30 عامًا في مجال صناعة الفضاء الأفريقية سنة 2020.
ولد إلياس تانوتي في طنجة، وحصل على درجة البكالوريا من المدرسة الإسبانية بطنجة قبل حصوله على درجة الإجازة في هندسة الطيران والطيران والفضاء من جامعة مانشستر، ودرجة الماجستير في دراسات الفضاء من جامعة ستراسبورغ العالمية الشهيرة.
إلا أنه لم يسبق لهذا الشاب أن عُين مهندسا للفضاء. حيث كان مولعا بسباقات السيارات، وكان حلمه أن يصبح عالمًا للديناميكا الهوائية في الفورمولا 1. وخلال فترة تدريبه في شركة” تاليس إلينيا سبيس” التابعة للمجموعة الفرنسية “تاليس”، شُغف بالفضاء والهندسة وتنسيق البعثات الفضائية.
وبعد أن أتم دراسته ، حصل إلياس تانوتي على فرصة تدريب داخل وكالة ناسا، لكن جائحة كوفيدـ19 حالت دون انضمامه إلى وكالة الفضاء الأمريكية. لذلك قرر الانضمام إلى إحدى الشركات الناشئة المتخصصة في الرقمنة والبعثات الفضائية، وشغل فيها منصب مدير منتج.
وعند سؤاله عن أهمية الأبحاث في مجال الفضاء، أجاب إلياس تانوتي قائلا :”إن البحوث وصناعة الفضاء مهمان لأنهما يسمحان بالعديد من التطبيقات. ويتم إجراء معظم الدراسات حول تغير المناخ باستخدام الأقمار الصناعية. كما تسمح مراقبة الأرض بالأقمار الصناعية بالتطبيقات لتحسين الزراعة من أجل إدارة الموارد المائية … وغيرها. يهم الأمر كذلك إدارة الحركة الجوية واكتشاف شبكات الأنابيب التالفة، وقد كتبت مؤخرًا مقالًا عن أهمية استخدام الأقمار الصناعية لدعم مكافحة انتهاك حقوق الإنسان.”
ويعتبر المهندس الشاب منسقا إفريقيا لـ “المجلس الاستشاري لجيل الفضاء التابع للأمم المتحدة”، وهو كيان تابع لمجلس الأمم المتحدة. يكمُن دوره في تشجيع الشباب لتطوير البحوث الأفكار التي تهم الفضاء من أجل استغلاله سلميا.
وبخصوص أبحاث الفضاء في المغرب، صرح المهندس الشاب قائلا: “المغرب من الدول الإفريقية الاثني عشر التي أطلقت قمرا صناعيا، مما يجعلنا أحد الفاعلين الرئيسيين في المنطقة. كما تقوم وكالة الفضاء المغربية بعمل جبار لاستخدام الصور الفضائية في تطبيقات مختلفة، مثل الزراعة أو إدارة الموارد المائية.”
تجدر الإشارة إلى أن العبقري الصغير قد تربع على لائحة التصنيفات العالمية، حيث صُنف من بين أفضل 5 طلاب خلال أول عامين له في جامعة مانشستر ويصنف اليوم من بين” توب 10 آندر 30 أفريكا سبيس اندوستري 2020″، وهو تصنيف يجمع أفضل المواهب الشابة التي تقل أعمارهم عن 30 عاما في مجال صناعة الفضاء في إفريقيا.
كما أضاف المهندس الشاب: “شهدت صناعة الفضاء الأفريقية تطورا كبيرًا في السنوات الأخيرة وستستمر في ذلك. تمت الموافقة على إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية في عام 2017. وبمجرد شروعها في العمل، من المتوقع أن تحفز جهود جميع البلدان لبناء صناعة فضائية محلية ومع ذلك لا تزال هناك عوائق لدى العديد من البلدان الإفريقية بما في ذلك المغرب، وهي عدم وجود قطاع خاص أو آليات تسهل إنشائه وكذلك عدم وجود برامج لتنمية الموارد البشرية.”
يعمل إلياس تانوتي حاليا على مشاريع مختلفة من المتوقع أنه سيحدث ثورة في مجال البحث العلمي وصناعة الفضاء مستقبلا. وباعتباره متابعًا قويًا للوحدة الإفريقية، سيواصل أيضًا تعزيز صناعة الفضاء في القارة وخلق فرص عمل للمغاربة والأفارقة. حيث قال: “يمكن أن يكون الفضاء حافزًا لتوحيد إفريقيا وإطلاق العنان لمهارات شبابها. إذ يعتبر تدريس علوم الفضاء، بالنسبة لي، أفضل ورقة ألعبها في بناء مستقبلنا.”
ترجمة: أسماء المخفاوي