تعاني عدد من المرافق الجماعية بمقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة، أكبر أحياء المدينة وأكثرها كثافة سكانية، من وضعية متدهورة بسبب غياب الصيانة، وسط انتقادات لسياسات المجلس الجماعي التي تركز على المناطق البارزة وتهمّش الأحياء الشعبية.
وفي هذا اللإطار، تحولت دار الحي السعادة، التي كانت في وقت سابق مركزًا نابضًا بالحياة يقدّم خدمات اجتماعية وثقافية للسكان، إلى مبنى مهجور، حيث تظهر على جدرانه آثار الإهمال، مع طلاء متقشر وكتابات عشوائية، بالإضافة إلى تراكم الأوساخ في محيطه.
واعتبر المستشار الجماعي بلال أكوح، أن “ما يحدث في بني مكادة هو نتيجة لسياسة غير متوازنة تركز على تحسين واجهة المدينة بينما تُترك المناطق الأخرى لمصيرها.”.
وبحسب أكوح، الذي نشر تدوينة حول الموضوع على صفحته بمنصة فيسبوك، أن “دار الحي السعادة مثال صارخ على هذا الإهمال، فهي اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل لضمان استمرارها في تقديم خدماتها”.
وأضاف المستشار الجماعي: “نحن بحاجة إلى رؤية شاملة ومتكاملة تضمن توزيع الموارد بشكل عادل بين جميع أحياء طنجة، بما فيها بني مكادة التي تمثل قلب المدينة وساكنتها”.3
وطالب عدد من السكان بإطلاق مشاريع صيانة شاملة لإصلاح المرافق الجماعية المهملة في المنطقة، مشددين على ضرورة إدراج بني مكادة في المخططات التنموية للمجلس الجماعي. أحدهم علق قائلاً: “نحن لا نريد فقط مشاريع جديدة، بل نريد الحفاظ على ما لدينا وضمان استمراريته”.
ويثير هذا الوضع تساؤلات حول مدى التزام الجماعة بتوزيع التنمية بشكل عادل، في وقت تشهد فيه بعض الأحياء الأخرى تحسنًا ملحوظًا بفضل مشاريع كبرى، مثل “طنجة الكبرى”، التي ركزت على البنية التحتية في المناطق القريبة من مركز المدينة.
ورغم الانتقادات، لم يصدر أي تعليق رسمي من المجلس الجماعي حول مطالب السكان، بينما يستمر الجدل حول ضرورة تعزيز الصيانة الدورية للمرافق الجماعية وإعادة النظر في الأولويات التنموية للمدينة.