نظمت سفارة المملكة المغربية ببلجيكا والقنصلية العامة بأنفيرس حفل استقبال بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، تميز هذا الحفل بحضور سياسيين ورجال من عالم المال والاعمال، وكذلك أفراد من الجالية المغربية من مختلف المدن البلجيكية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد محمد عامر، سفير المغرب ببلجيكا، أن “المغاربة يهدفون من خلال الاحتفال بعيد الاستقلال إلى استخلاص الدروس لكي يكون الحاضر والمستقبل خيرا من الماضي”.
ومن بين الدروس التي أشار إليها عامر أن “تحالف الشعب المغربي مع المغفور له الملك محمد الخامس جعل كل المعجزات في متناوله وأن الاستقلال كان ثمرة تحالف الملكية مع المقاومة ما سبب بنفيه إلى مدغشقر”.
مضيفا أن هذا “التحالف كان دائما عبر التاريخ هو مصدر نجاح المغاربة وهو كذلك سر النجاحات التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصر الله”.
واستطرد أن “المغرب منذ فجر الاستقلال وضع لبنة راسخة بقيادة المغفور له الملك محمد الخامس من أجل وضع أسس الدولة الحديثة، سواء على المستوى السياسي من خلال التعددية السياسية أو على المستوى الاقتصادي من خلال إحداث اقتصاد حر ومنفتح، هذه الثوابت جعلت من المغرب آنذاك وبفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد الخامس، البلد الوحيد في المنطقة الذي أقبل على مثل هذه الاختيارات”.
كما تطرق عامر إلى “الاحتفال بمناسبة المسيرة الخضراء التي كانت محطة لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية بطريقة سلمية، هذه المبادرة التي أطلقها المغفور له الحسن الثاني غيرت موازين القوى في المنطقة ما دفع الاسبان الى توقيع اتفاق مدريد نونبر سنة 1975”.
واستحضر السفير مضامين خطاب الملك محمد السادس يوم 6 نونبر التي تهم مغاربة العالم على وجه الخصوص، والتي أعلن من خلالها عن الإصلاحات الرامية لإحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، والنهوض بأوضاعها.
هذا الورش الإصلاحي، المتمثل في إعادة هيكلة الإطار المؤسساتي لــ”مجلس الجالية المغربية بالخارج”، وإحداث “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج” مضيفا أنه “من المشاكل التي كنا نلاحظ هو كثرة المتدخلين في هذا المجال”.
وفي نفس السياق، تناول الكلمة منير اقطيطو، القنصل العام للمملكة المغربية بانفيرس، عبر من خلالها على “أهمية هذه الذكرى الغالية والعزيزة على قلوب المغاربة داخل وخارج المغرب، والتي تشكل كل سنة لحظة إشعاع قوية تؤكد بالملموس تشبث المغاربة ومؤازرتهم ووقوفهم الدائم مع بلدهم”.
كما أبرز أن الاحتفال بالذكرى الـ69 لعيد الاستقلال “تأتي في سياق وطني جد إيجابي، تطبعه وشائج التلاحم بين العرش والشعب المغربي، والعزيمة والإرادة القوية على مواصلة العمل بتدرج وثبات من أجل تعزيز وتحصين المنجزات والمكتسبات المهمة التي حققها المغرب من أمن واستقرار وتنمية متعددة الأبعاد، والتي أصبحت تكتسي طابع الشمولية وأصبحت تشكل نموذجا مغربيا يحتذى به على المستوى الجهوي والدولي” يقول المتحدث ذاته.
وأضاف القنصل أنه في “ظل هذه الدينامية الإيجابية المتواصلة، استطاعت القنصلية العامة للمملكة المغربية بأنفرس، أن تترجم بشكل ملموس توجه بلدنا لتحقيق التنمية وخدمة أفراد جاليتنا بشكل فعال ومرن تماشيا مع مضامين خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصر الله”.
مشيرا إلى أن القنصلية تمكنت، على مدار السنة الأولى من تحمله المسؤولية، من تحقيق العديد من المعطيات الإيجابية، حيث “تم تثبيت منهج عمل بالقنصلية يركز على ثلاثة ضوابط وهي: الانضباط، المسؤولية، المردودية”.
مضيفا أن “توقيت قضاء المعاملات القنصلية للمواطن لا يتجاوز 15 دقيقة، كما تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد المعاملات القنصلية المرتبطة بإعداد بطاقة التعريف الوطنية من قبل فئة الشباب من أبناء جاليتنا بأنفرس ومنطقة الفلاندر، الذي عرف في بعض الأشهر من الفترة المشار إليها نسبة 75% من عدد بطائق التعريف التي تم إعدادها. إضافة إلى حل العديد من المعاملات القنصلية والحالات المستعصية، التي كانت مطروحة في وقت سابق”.