تفرض قضايا النقل والجولان بمدينة طنجة حضورها بشكل متزايد في التقارير الدولية، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها المدينة في هذا المرفق.
ويؤكد تقاطع تقييمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومنصة “نامبيو” أن قضايا النقل لم تعد فقط شأنا محلياً، بل أصبحت نقطة محورية تؤثر على صورة طنجة على الصعيدين الوطني والدولي.
وقد سلط تقرير الفيفا، الذي قيّم جاهزية المدينة لاستضافة مباريات كأس العالم 2030، الضوء على أوجه قصور عديدة في البنية التحتية للنقل، حيث حصلت طنجة على تقييم 2.6 من 5، وهو ما يُظهر نقصاً في التكامل بين وسائل النقل وضعفاً في الاستعدادات لمواكبة التدفق المتوقع للزوار.
كما أشار التقرير إلى غياب حلول مستدامة لمشكلات الازدحام ونقص مرائب السيارات، التي تغطي 20% فقط من الاحتياجات المطلوبة، مما يشكل عائقاً أمام استضافة الأحداث الكبرى.
في السياق ذاته، عكست منصة “نامبيو” أبعاداً أخرى لتحديات النقل بالمدينة، مركزة على الوقع المباشر على السكان.
وبلغ متوسط وقت التنقل داخل طنجة 46.5 دقيقة، مما يعكس ضغطاً يومياً على البنية التحتية الحالية، حيث سجل مؤشر عدم الكفاءة المرورية 139.19، ليُظهر أن تنظيم حركة المرور ما زال بعيدا عن التطلعات.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر التقرير أن تكاليف التنقل مرتفعة نسبياً مقارنة بمستوى دخل السكان، حيث تبدأ تسعيرة سيارات الأجرة من 5 دراهم وتصل إلى أكثر من 8 دراهم لكل كيلومتر، وهو ما يُثقل كاهل المرتفقين.
وتُظهر هذه التقارير أن مستقبل طنجة كمدينة عالمية يعتمد بشكل كبير على قدرتها على مواجهة هذه التحديات، حيث أن تجويد مرافق النقل والجولان ليس فقط ضرورة لتحسين جودة الحياة اليومية للسكان، بل يُعتبر أيضاً شرطاً أساسياً لتحقيق الطموحات الاقتصادية والسياحية التي تسعى المدينة لتحقيقها.
ومع تزايد الاهتمام العالمي بمدينة طنجة، يبقى التحدي الأكبر هو تسريع وتيرة الإصلاحات وتحقيق التوازن بين تطلعات المدينة واحتياجاتها الأساسية.