تتحول الخرجات الترفيهية إلى المنتزهات الجبلية التي تزخر بها مناطق جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى مثابة مغامرات حقيقية محفوفة بمخاطر عديدة، في ظل حالة العزلة التي تعاني منها هذه المناطق رغم ما تمثله من ثروة طبيعية هائلة.
ويسجل العديد من المراقبين، افتقار المنتزهات الجبلية، لأبسط متطلبات الحماية والآمان لرواد تلك الأماكن، باستثناء ما تفرزه مبادرات لبعض الفعاليات الجمعوية، من لوحات إرشادية تنبه إلى صعوبة المسالك الطرقية ومخاطر بعض المرتفعات ونحو ذلك.
وفي هذا الإطار، يبرز الفاعل الجمعوي، محمد زهير حمان، رئيس جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، ان الرحلات السياحية والخرجات الترفيهية الى هذه المناطق، اصبحت تستقطب اعدادا كبيرة من الشباب والسياح، في غياب تام للاجراءات التي من شأنها ان تضمن الامن والسلامة للوافدين على تلك المناطق.
وينبه حمان، الى أن عددا من المنظمين لهذا النوع من الرحلات، يحرص بشكل كبير على تحقيق الربح المادي وجمع أكبر عدد من المشاركين دون معرفة مسبقة بالمسار او بطبيعة المنطقة، لافتا الى أن بعضا من هؤلاء ينقصهم التكوين والتأطير التنظيمي.
ويعدد الفاعل الجمعوي، أهم وأخطر الصعوبات والاكراهات التي يواجهها هواة المشي والترحال من الجانب اللوجستيكي وخصوصا في الأماكن التي تعرف إقبالا متزايدا، على غرار عدم وجود مكاتب بعين المكان ومواقع انترنت تضم بيانات المرشدين المحليين، غياب سيارات الإسعاف ورجال الوقاية المدنية والمراكز الصحية. وأيضاغياب علامات توجه الزوار للمسارات الصحيحة.
ويرى رئس جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، ان على الجهات المسؤولة، التدخل لمواكبة اقبال المواطنين على المناطق الجبلية التي تعاني حالة من العزلة، على غرار خلق مراكز دائمة أو مؤقتة في المناطق، وتأهيل وتكوين الجمعيات والشركات والمؤسسات الناشطة في ميدان المشي والترحال.