ساهم الأداء القوي للأسواق المصدرة الرئيسية للسياح، ولا سيما من أوروبا، في دعم انتعاش القطاع السياحي المغربي بشكل لافت خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، مع تسجيل زيادة كبيرة في عدد الوافدين ونمو مداخيل السفر.
وتبرز المؤشرات، أن الأسواق الأوروبية التقليدية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، تواصل تأكيد أهميتها بالنسبة للسياحة المغربية، حيث سجلت المملكة المتحدة أعلى نسبة نمو (+43%)، مدعومة بتحسن الربط الجوي وزيادة الرحلات المباشرة.
كما سجلت ألمانيا (+30%) وإيطاليا (+25%) زيادات لافتة، ما يعكس عودة الثقة في الوجهة المغربية بعد سنوات من التحديات.
والأكيد، أن هذه النتائج جاءت نتيجة سياسات ترويجية مكثفة اعتمدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، مستهدفة الأسواق الأوروبية، إلى جانب استثمار قوي في تحسين البنية التحتية السياحية.
لكن في المقابل، أظهرت البيانات تراجعًا طفيفًا في السياحة الوطنية بنسبة 2%، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة السوق الوطنية على مواكبة النمو الدولي.
ومع ذلك، يظل أداء المطارات الرئيسية مؤشرًا إيجابيًا. فقد شهد مطار أكادير المسيرة زيادة بنسبة 35%، بينما سجل مطار مراكش المنارة نموًا بنسبة 32%، مما يعكس جاذبية المدينتين كوجهتين رئيسيتين للسياحة الدولية.
وفي ظل هذا الأداء، من المتوقع أن تواصل الأسواق المصدرة دفع عجلة النمو السياحي في المغرب، مع احتمال تحقيق مزيد من الانتعاش خلال الفترة المتبقية من العام، مدعومة بتحسن مداخيل السفر التي بلغت 87.1 مليار درهم بزيادة 8.4% عن العام السابق.
النمو المستمر… فرصة وتحدٍّ
وبينما يفتح النمو في الأسواق المصدرة آفاقًا أوسع أمام السياحة المغربية، يشير خبراء إلى أن استدامة هذا الأداء تتطلب توسيع الأسواق المستهدفة، مع تعزيز السياحة الداخلية التي يمكن أن توفر قاعدة أكثر استقرارًا للقطاع في مواجهة التحديات العالمية.