بمعية مؤطرين متخصصين، يلتحق “يحيى” رفقة أقرانه بمقر لجمعية الرعاية للأطفال المصابين بالتوحد بطنجة، لإمضاء حصة التعلم المبرمجة.
حالة “يحيى” الذي يعاني من الاضطراب السلوكي المعروف بـ”التوحد”، واحدة من عشرات الحالات المماثلة التي تَفد على الجمعية بشكل يومي لتلقي حصص الدعم والمواكبة، لكن ما يجعل هذا الطفل مختلفا عن الباقين هو كونه ضحية أمه التي تخلت عنه، فآلت مسؤولية رعايته إلى زوجة أبيه.
وتتكرر حالة “يحيى” عند الآلاف من الأسر المغربية وإن بتفاصيل مختلفة، حيث يقدر عدد الأطفال التوحديين بعشرات الآلاف في المغرب.
وفي الوقت الذي تشكو فيه العائلات من غياب شبه رسمي للدولة، يبدو المجتمع المدني أكثر دينامية وحركة في العناية بالمرضى والأهالي.
وتحاول الجمعيات العاملة في هذا المجال، تعويض دور الجهات الرسمية، للضغط وتشريع قوانين تولي الاهتمام لهذه الفئة من المواطنين.
يعتمد برنامج جمعية الرعاية للأطفال المصابين بالتوحد، على تمكين الأطفال الوافدين عليها من أنشطة تعليمية وترفيهية مختلفة، الهدف منها هو تقويم سلوكهم وتقوية مهاراتهم.
ويشكل نشاط هذه الجمعية المدنية، واحدة من المبادرات العديدة التي تسعى لملء فراغ السياسات العمومية للعناية بهذه الفئة وأهاليهم، من خلال العمل على تصحيح سلوك المرضى وتكوين ذويهم.