ما أن تقترب من سوق الرمل في طنجة، حتى تنبعث روائح كريهة تسبقك إلى مدخله ومحيطه، ليسفر المشهد عن أزقة تعج بالنفايات المتراكمة التي تغطي الأرصفة والمداخل.
عند مدخل هذا السوق، المعروف أكثر عند الطنجاويين بـ”البلاصا الجديدة”، لم يفلح منظر الورود المعروضة للبيع في التخفيف من حدة بشاعة المشهد، الذي تتخلله تفاصيل مقلقة مثل حاويات قمامة عشوائية، فيما ينهمك شخص في زواية مظلمة في حقنة مخدرات، مكملاً مشهد الإهمال والضياع الذي يعيشه السوق.
مع حلول المساء، يرخي الظلام سدوله على الحي الذي يتواجد فيه السوق، لتتناغم ظلمة الليل مع الفوضى التي تعم أرجاء السوق، مما يخلق أجواء غير آمنة وبيئة خصبة لنشاطات غير مشروعة.
ويشكو سكان الأحياء المجاورة، والتجار من تفشي هذه الظواهر السلبية، التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لجاذبية هذا المعلم التاريخي والاقتصادي. أحد التجار، يقول: “لقد اعتدنا على التعامل مع النفايات كجزء من يومنا العادي. لا يوجد اهتمام لتنظيف المكان بشكل منتظم، ونضطر أحيانًا لدفع تكاليف إضافية لجمع القمامة بأنفسنا.”.
ويضيف، “الوضع أصبح لا يُحتمل، خصوصًا مع انتشار المخدرات التي تشكل خطرًا على زبائننا وأطفالنا.”
يحتاج السوق إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة، حيث أن محاولات سابقة لتطهير المنطقة لم تنجح في إحداث تغيير جذري. الحاجة ملحة لتدخل جاد يعيد لهذا السوق مكانته كوجهة آمنة ومزدهرة.
السيدة فاطمة الزهراء، التي تقطن في حي مجاور، تقول: “لقد اعتدنا على التسوق هنا منذ سنوات طويلة، لكن الآن أصبح الأمر مرعبًا. لا أستطيع اصطحاب أطفالي معي بسبب المشاهد المخيفة في كل زاوية.”.
ويتميز هذا السوق، الواقع في ملتقى شارع فاس وشارع هولندا، إلى حدود اليوم بتنوع ووفرة البضائع المعروضة في دكاكينه ومحلاته، مما يجعل منه وجهة يومية لمئآت من المتبضعين من سكان طنجة والمقيمين بها، سواء كانوا من المواطنين أو الأجانب.
بالرغم من محاولات بعض الباعة للالتزام بنظافة محلاتهم، إلا أن الجهود الفردية لا تكفي أمام كم النفايات المتراكمة والأنشطة غير القانونية التي تغزو السوق.
ويوضح صاحب محل لبيع الورود: “نحاول أن نحافظ على نظافة محلاتنا قدر الإمكان، لكن المشكلة تتجاوز قدراتنا الفردية. نحتاج إلى دعم فعلي من المجتمع والسلطات.”
الواقع المؤلم الذي يعيشه سوق الرمل يستدعي تدخلات عاجلة لإعادة هيكلة المكان وتحسين ظروفه. الحلول الممكنة تشمل تنظيم حملات تنظيف دورية بمشاركة المجتمع المدني والجهات الرسمية، وإطلاق برامج توعوية للحد من انتشار المخدرات، بالإضافة إلى تعزيز الأمن في المنطقة من خلال تواجد دوري لقوات الشرطة.