البارومتر الاقتصادي: قلق رجال الأعمال المغاربة يتلاشى أمام التفاؤل بالأداء المستقبلي

تبعاً لنتائج البارومتر الخاص بالظرفية الاقتصادية، الذي أصدره الاتحاد العام لمقاولات المغرب في أبريل الماضي، يظهر أن رجال الأعمال المغاربة ما زالوا يعبرون عن قلقهم بشأن الوضع الاقتصادي الحالي. ومع ذلك، فإنهم يبديون تفاؤلًا بأداء مقاولاتهم على المستويين الفردي والمستقبلي.

وشملت هذه الدراسة عينة من 1200 مقاولاً موزعين على جميع أنحاء المغرب، واستندت إلى ثلاثة محاور رئيسية وهي الوضع الاقتصادي والأداء الفردي، والاستثمار، والبحث والتطوير وآليات الدعم ومناخ الأعمال.

ففيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والأداء الفردي، أبدى معظم رجال الأعمال القلق إزاء التحديات التي تواجه الاقتصاد المغربي في الوقت الحالي. وتأثير جائحة كوفيد-19 على الأعمال وتباطؤ النمو الاقتصادي كانا من بين العوامل التي أدت إلى هذا القلق. ومع ذلك، يعبر العديد من رجال الأعمال عن ثقتهم في قدرتهم على التكيف مع هذه الظروف التحديّة وتحقيق أداء إيجابي على المستوى الفردي.

أما فيما يتعلق بالاستثمار، فقد أشارت النتائج إلى أن العديد من رجال الأعمال يعتزمون زيادة استثماراتهم في المغرب. ويرى المشاركون في الدراسة أن هناك فرصًا واعدة في عدة قطاعات، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة والبنية التحتية. تعزز هذه النتائج الثقة في مستقبل الاقتصاد المغربي وتوضح التفاؤل الذي يشعر به رجال الأعمال فيما يتعلق بفرص الاستثمار.

أما بالنسبة للبحث والتطوير وآليات الدعم ومناخ الأعمال، فقد تبين أن رجال الأعمال يعتبرون أن هناك حاجة لزيادة الدعم والتشجيع على البحث والتطوير في المغرب. يعتبرون أن التركيز على الابتكار وتطوير المنتجات والخدمات يمكن أن يعزز التنافسية ويعطي دفعة للاقتصاد. كما أشاروا إلى أهمية تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات الإدارية لتشجيع الاستثمار وتسهيل نشاط المقاولات.

بشكل عام، يعكس البارومتر الاقتصادي لرجال الأعمال المغاربة خليطًا من القلق والتفاؤل. في حين يشعرون بالقلق إزاء الوضع الاقتصادي الحالي، إلا أنهم يظهرون تفاؤلًا بشأن قدرتهم على تحقيق نجاح في أعمالهم على المستوى الفردي وفي المستقبل. يعتبرون الاستثمار والابتكار وتحسين مناخ الأعمال أمورًا ذات أولوية لتعزيز الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام في المغرب.