يفضل العديد من المغاربة، فترة ما بعد ذروة الموسم الصيفي، لقضاء عطلتهم السنوية، متجنبين الازدحام الذي يطبع الشواطئ والمناطق السياحية في شهري يوليوز وغشت.
وتتحول شواطئ ضواحي طنجة وأصيلة إلى وجهات مثالية لقضاء عطلات هادئة بعيداً عن صخب ذروة فصل الصيف التي تعرف كثافة في الإقبال من طرف السياح وللمصطافين.
على الشواطئ الواسعة التي كانت تعج في الأسابيع الماضية بأصوات الضحكات والصخب، باتت الكراسي والشماسي متناثرة على مسافات واسعة، وكأنها تنتظر العائلات والمجموعات الصغيرة التي تفضل الاستمتاع بالشمس دون مضايقات.
البحر، الذي كان يعج بالسباحين والمراكب الترفيهية، أصبح أكثر سكوناً، حيث يتركز المنظر على بعض هواة السباحة الذين وجدوا في هذا الهدوء ملاذاً بعيداً عن الضوضاء.
في شاطئ “أشقار”، أحد الفضاءات الشهيرة بالواجهة الاطلسية لمدينة طنجة، يلاحظ عبد الرحمن، أحد مشغلي الأكشاك على الشاطئ، تراجعاً ملحوظاً في أعداد الزوار مقارنةً بفصل الصيف.
“في هذا الوقت من العام، نلاحظ انخفاضاً في عدد الزوار، لكن هذا يعطينا فرصة لتقديم خدمة أفضل للذين يأتون، والاستمتاع بأجواء أكثر هدوءاً”.
ويضيف عبد الرحمن: “عادة ما تكون الأيام هادئة، مما يتيح لنا فرصة تحسين تجربة الزوار واستقبالهم بطريقة أفضل.”
أما في شاطئ “الغندوري”، فيقول يوسف، أحد أصحاب المظلات والشماسي: “الهدوء الذي يسود الشاطئ في شتنبر هو شيء نادر خلال أشهر الصيف. “نحن سعداء لأن الزوار القلائل يمكنهم الاستمتاع بكل شيء دون الاضطرار إلى الانتظار طويلاً أو التزاحم.”.
ويكمل يوسف: “هذا الموسم يمنحنا فرصة للتواصل بشكل أفضل مع الزوار وتلبية احتياجاتهم بفعالية.”
في مدينة أصيلة، حيث كانت الشواطئ تعج بالحياة خلال موسم الذروة، تبدو الأجواء في شاطئ المدينة أكثر هدوءاً. تقول مريم، وهي زائرة جاءت إلى أصيلة مع عائلتها: “فضلنا المجيء في شتنبر لأن المدينة أكثر هدوءاً، والبحر هنا يبدو أكثر نقاءً”.
وتضيف هذه الشابة المقيمة بالديار البلجيكية: “يمكننا الاسترخاء والاستمتاع بوقتنا دون الحاجة للقلق من الزحام.”
يميل الكثير من الزوار في هذه الفترة إلى أن يكونوا من أصحاب المهن الحرة أو المتقاعدين، الذين يفضلون الاستفادة من فترة الهدوء للحصول على راحة وخصوصية أكبر.
ويقول سعيد، الذي يعمل كتاجر، وهو أحد هؤلاء الزوار: “أستفيد من مرونتي المهنية لآتي إلى هنا في هذا الوقت من السنة. إنه وقت مثالي للهروب من صخب العمل والاسترخاء في أجواء هادئة.”
في أحد المقاهي المطلة على البحر في أصيلة، يقول أمين، عامل بأحد المقاهي: “خلال الصيف، نكون عادة مشغولين جداً. لكن في هذا الوقت من السنة، نستقبل عدداً أقل من الزوار، مما يتيح لنا تقديم خدمة أكثر اهتماماً ومراعاة”.
ويشيد أمين بجو الهدوء الذي يعم المكان، قائلاً: “الهدوء يساعدنا على خلق تجربة أفضل للزوار، ونحن نحرص على توفير أجواء مريحة وممتعة للجميع.”
تشكل هذه الشواطئ والأماكن السياحية في شتنبر ملاذاً مميزاً لمن يبحث عن فترة استرخاء وهدوء، حيث تعزز هذه الأجواء تجربة عطلة فريدة وممتعة، خاصةً لأولئك الذين يمكنهم الاستفادة من فترة الهدوء بعيداً عن زحام الصيف.