في ظل التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي، تزايدت المخاوف بشأن استدامة الموارد المائية في المنطقة، حيث يتصاعد النقاش حول ضرورة وقف زراعة البطيخ، التي يرى العديد من الفاعلين البيئيين أنها تهدد الفرشة المائية الضعيفة أصلاً.
لحسن رابح، ناشط في مجال البيئة، يوضح أن “زراعة البطيخ تستهلك كميات ضخمة من المياه، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية في الجنوب الشرقي”.
ويؤكد أن الاعتماد على التساقطات المطرية الموسمية لا يكفي لتبرير استمرار هذا النوع من الزراعة، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لاعتماد سياسات مستدامة لحماية المياه.
رابح يشدد على أن تقليص المساحات المزروعة ليس حلًا كافيًا، داعيًا إلى حظر زراعة البطيخ بشكل كامل لضمان استدامة الفرشة المائية في الأقاليم المتضررة، مثل طاطا وزاكورة وورزازات وتنغير والرشيدية وفجيج.
كما يلفت الانتباه إلى أن الجفاف الذي تعاني منه المنطقة ارتبط بشكل كبير بتوسع زراعة البطيخ في السنوات الأخيرة.
من جهته، يعتبر كريم الهروش، عضو جمعية “الأمانة لحماية البيئة”، أن القضية أكبر من مجرد زراعة البطيخ، إذ ترتبط بإدارة شاملة للموارد المائية.
ومع ذلك، يرى الهروش أن منع زراعة البطيخ خطوة ضرورية لحماية التوازن البيئي في المنطقة. ويؤكد على أهمية تدخل الحكومة بشكل عاجل لوضع قوانين صارمة تحمي الموارد المائية من الاستنزاف.
أما الحسين أوحساين، ناشط بيئي من زاكورة، فيعتبر أن الحلول الجزئية لن تعالج المشكلة من جذورها، بل ينبغي اتخاذ قرار استراتيجي بإيقاف زراعة البطيخ بالكامل.
ويوضح أن هذه الزراعة لم تعد مجرد نشاط اقتصادي، بل تحولت إلى تهديد وجودي للفرشة المائية، محذرًا من كارثة بيئية وشيكة إذا استمرت الأمور على حالها.
تأتي هذه التصريحات في إطار حملة واسعة تهدف إلى توعية السكان والمزارعين بخطورة استنزاف الموارد المائية، مع مطالبات بتدخل حكومي عاجل لحماية الفرشة المائية، خصوصًا بعد ملاحظة تحسن طفيف في مستويات المياه الجوفية والآبار.