في عصر يتسم بالتسارع الرقمي وتنوع المحتوى الترفيهي، يشهد أرشيف التلفزيون القديم إقبالاً كبيراً من الأفراد الباحثين عن الراحة النفسية وسط تحديات الحياة اليومية.
وتشير دراسات علمية حديثة إلى أن العودة لمشاهدة البرامج التلفزيونية القديمة ليست مجرد وسيلة ترفيهية بل تُعد استراتيجية نفسية لمواجهة القلق والتوتر.
يعتبر الحنين إلى الماضي أو ما يعرف بالـ”نوستالجيا” الدافع الأساسي وراء هذا التوجه. حيث يجد المشاهدون في المحتويات القديمة رابطاً إلى مراحل سابقة من حياتهم، اذ يرتبط ذلك بمشاعر الفرح والراحة، مما يساهم في تحسين حالتهم النفسية وتعزيز شعورهم بالاستقرار.
وفقًا لبحث نشرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، فان النوستالجيا تساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية الشعور بالهوية.
في هذا السياق، أظهرت الدراسات أن الناس يميلون للعودة إلى البرامج التي شاهدوها في طفولتهم أو مراهقتهم، خاصة في الأوقات التي يواجهون فيها ضغوطاً أو تغيرات حياتية.
هذه العودة إلى “المحتوى المريح” تمنح الأفراد إحساساً بالتحكم في عالم قد يبدو غير مستقر.
كما يتزايد استخدام هذا النوع من المحتوى كوسيلة للهروب من التوترات اليومية، حيث يشعر المشاهدون بالحنين لفترات أكثر بساطة من حياتهم.
وأشارت دراسة أجريت خلال جائحة كورونا إلى أن المشاهدة المتكررة لهذه البرامج القديمة كانت من بين الأساليب الأكثر شيوعاً للتكيف مع العزلة والقلق الذي صاحب الجائحة.