نمط بوغابة
رغم عدم تصنيفها رسميا بمحمية طبيعية أو منتزه وطني أو أي شئ من هذا القبيل، إلا أن السد التلي “خندق كور” المتواجد في الجنوب الغربي لمدينة طنجة والذي أصبح إداريا داخل المدار الحضري فإن لديه مميزات طبيعية تؤهله حسب الإتفاقيات الدولية في مجال المحميات والتي المغرب من بين الموقعين عليها بأن تصبح على سبيل المثال أو على الأقل محمية وقائية. فهي حسب التعريف الدولي “موقع دو مساحة لابأس بها ويحتوي على تغطية نباتية ويتعرض لأخطار طبيعية أو بشرية وعليه يتطلب حماية وإعادة تأهيل”، هذا فضلا دون ذكر بأن السد التلي “خندق كور” يعتبر إحدى محطات الطيور المهاجرة كطيور الماء، وبه حيوانات برية وطيور متعددة الأنواع على سبيل المثال لا الحصر كالبط البري، هذولي، اليمون،اليمام ودجاج الماء… وبما أن الموقع يزخر بهذه المؤهلات الطبيعية فإنه حسب نفس الإتفاقيات الدولية يمكن أن يحظى بوسام من درجة محمية طبيعية أو منتزه وطني.
هذا التصنيف إذا شمل الموقع فإنه حتما سيحميه من مافيا العقار ومن الزحف الإسمنتي، منه العشوائي والمرخص في ظروف غامضة. فمن الجهة الشمالية الشرقية ومن الجهة الغربية بدأ البناء الأجوري يطل على الموقع، مما أصبح معه غطاءه الغابوي جزء كبير منه مهدد بالقطع، وجزء أخر أمسى مطرح للأزبال والنفايات، ومعروف لدى العام والخاص مدى التأثير والسلبي والخطير لهذه المخلفات على البيئة بمفهومها الشامل من غطاء نباتي وفرشة مائية. كما أن الموقع من جهته الشمالية يعرف زحفا للمشاريع الإسمنتية السياحية الكبرى المرخصة من أعلى المستوى تحت سقف تشجيع السياحة.
البحث في مالكي العقارات المحيطة بالسد التلي “خندق كور” يقودك إلى إكتشاف أسماء من العيار الثقيل والشبه الثقيل، أسماء تقلدت مسؤوليات على رأس الهيآت المنتخبة وأخرى تقلدت مناصب عمومية، وبعض منها لا نسمع عنها إلا في مجالس المقاهي. إلا أن ما قد يخلق شئ من الارتياح والأمل في أن يحافظ الموقع على جزء من جماليته، هو أن هناك عقارات لم تستسلم ولم ترضخ بعد إدارة المياه والغابات المؤسسة المالكة من أجل تفويتها للوبي العقار.
منح صفة محمية أو منتزه للموقع هو السبيل الوحيد لحمايته، حيث آنذاك سيتم تطبيق القوانين الوطنية وبنود الإتفاقيات الدولية الرامية إلى منع كافة النشاطات البشرية من بناء وصيد ورعي، وبالمقابل سيسمح بالزيارات التي الهدف منها البحث العلمي والسياحة البيئية، فضلا عن أماكن ترفيه لسكان مدينة مهددة بأن تفقد رئتها اليسرى بعد أن استأصلت اليمنى منذ زمن ليس بالبعيد.