افتتح مساء الجمعة برواق دولاكروا، التابع للمعهد الفرنسي بطنجة، معرض “الشجرة التي تخفي الغابة” للفنان التشكيلي المغربي إلياس سلفاتي، والذي يضم مجموعة من آخر أعماله الإبداعية.
وتكشف أعمال إلياس سلفاتي، المعروضة في هذا المعرض، عن حوار متشابك الخيوط بين الحيوانية والعضوية والطبيعة الب كر، حيث يستكشف الفنان الطبيعة منخرطة في حركة دائبة، تسكنها أطياف متلاشية ضمن تشكيلات تتلاعب فيها الظلال بالضوء.
ويحمل المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية 1 دجنبر المقبل، المشاهد في عالم تتحرك فيه الأشكال الحيوانية في فضاء غير محدد المعالم، أقرب إلى فضاء ح ل مي، وإن ظل دائما مسكونا بحيوية جذابة، وفق ما جاء في بلاغ صحافي حول المعرض.
في كلمة بهذه المناسبة، أكد مفوض المعرض، أمين بوسحابة، أن أعمال إلياس سلفاتي تتميز بتشكيلات متوحشة، حيث تتطور الصور الظلية والأشكال الحيوانية في حركة دائمة، مضيفا أن الزوار، سواء الفضوليين أو الشغوفين بالرسم، يجدون أنفسهم في سفر إلى عالم غير واضح المعالم، على حدود الأحلام، حيث يبدو أن كل مخلوق يتطور دون قيود.
وأضاف أن “هذه الأعمال، السهلة المنال والمعقدة في الآن نفسه والمتشابكة مع الألوان النابضة بالحياة والخطوط الأنيقة، تكشف عن رقة نادرة”، مشيرا إلى أن الرسام ابن طنجة، من خلال فنه، يذكرنا بقوة الطبيعة وهشاشتها، مما يخلق مساحة حيث يصبح الفن لغة عالمية، تجمع بين جمال الأشياء الفانية والخالدة.
بالفعل، يخلخل سلفاتي الحدود بين التجريد والتشخيص في هذا المعرض، مراهنا على الالتباس البصري، حيث ترسم الخطوط طريقا بين الواقعي والخيالي، مانحة الم شاهد حرية التأويل، كي يبتكر حكاياته الخاصة عبر الأشكال.
وأكد أمين بوسحابة، حسب الورقة التقديمية للمعرض، أن حيوانات اللوحات، من خيل وظباء وغزلان، تذكرنا بملامحها الواضحة أحيانا، والمتلبسة أحيانا أخرى بمناظر طبيعية متخي ل ة، وأن كل شيء في هذا العالم، متراب ط وفي حركة دائبة.
ويلتقط إلياس سلفاتي بحساسية متفردة جوهر هذه الكائنات، ويدعونا لإعمال الفكر عميقا حول مكانتنا في هذا العالم الذي نتقاسمه مع الآخر، كما يقترح علينا بذلك رحلة حسية وفلسفية لسبر أغوار الطبيعة، عبر الأشكال والألوان والخطوط، فهو يعرض علينا باختصار أعمالا في المتناول ولكنها بالغة التعقيد.
من جهته، أعرب إلياس سلفاتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن التزامه الطويل الأمد بقضية المناخ وحماية الطبيعة، موضحا أنه يشعر بالحاجة إلى نقل هذا الاهتمام البيئي من خلال فنه.
وتابع “سعيد أنني عدت بكثير من العاطفة والحنين، لعرض أعمالي بمعرض دولاكروا بطنجة، حيث سبق لي عرض لوحاتي سنة 2023، مؤكدا أن هذا الرواق له مكانة خاصة عندي لأنه أول رواق زرته في شبابي والذي أيقظ في الشف بالرسم والفن التشكيلي.
يذكر أن إلياس سلفاتي، الذي يعد من أبرز الأسماء في المشهد الفني المعاصر وواحدا من أوجه ما يعرف بالتشخيصية الجديدة، ولد سنة عام 1967 بطنجة، وتخرج من مدرسة الفنون الجميلة في تطوان، قبل متابعة دراسته في كلية الفنون الجميلة بجامعة مدريد.
وبدأ سلفاتي، الذي يعيش متنقلا بين طنجة ومدريد بعد أن جاب عواصم الفن كباريس ودبلن ولوس أنجلوس ونيويورك، رحلته في عالم المعارض الفردية بطنجة عام 1987، لتتوالى بعدها معارضه في المغرب وخارجه (رواق أدورا كالفو في سلامنكا، أروقة شارت وأتليه 21 وآرتوريوم بالدار البيضاء، رواقا تيري مارشان وتالمارت في باريس، رواقا محمد الدريسي وكنت بطنجة، رواق باب الرواح بالرباط)، كما أن أعماله حاضرة في عدد من المجموعات الخاصة والعامة بالمغرب وإسبانيا.