غصت فضاءات قصر الثقافة والفنون بمدينة طنجة، مساء السبت، بأكثر من 1500 شخص، توافدوا لحضور سهرة روحانية استثنائية، نظمتها مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من برنامج “رمضانيات طنجة الكبرى”.
وأحيت الأمسية المجموعة الوطنية للطريقة الديلالية، بقيادة المنشد سعد التمسماني، في حفل امتد لأزيد من ساعتين، وسط أجواء من التفاعل الحماسي والوجداني من الجمهور الذي ردد الأناشيد والابتهالات الصوفية.
وشهدت الأمسية تقديم مجموعة من أشهر قصائد المديح النبوي، من بينها البردة والهمزية، إلى جانب ألوان من السماع الجبلي والتواشيح الصوفية، حيث أبدى الجمهور تفاعلاً كبيراً مع الأداء، من خلال التصفيق المتكرر، وترديد الأبيات بشكل جماعي، في لحظات أعادت إحياء تقاليد فنية ذات طابع روحاني.
ورغم الأجواء المناخية المتقلبة، فقد امتلأت القاعة الكبرى بالكامل، بينما تابع العشرات فقرات الحفل من الخارج عبر الشاشات، ما يعكس الشعبية المتزايدة لهذا النوع من الفعاليات خلال الشهر الفضيل.
وفي لحظات معينة، بدا التفاعل في ذروته، حيث انسجم الحاضرون مع إيقاعات الأمداح، بينما علت أصواتهم في بعض المقاطع، مرددين الأناشيد في وحدة متناغمة، خاصة عند تقديم الموشحات ذات الطابع الحماسي.
وازدادت وثيرة التفاعل مع اقتراب ختام السهرة، عندما اختُتم الحفل بدعاء جماعي، رفع خلاله الحاضرون أكف الضراعة، مبتهلين إلى الله بأن يحفظ الملك محمد السادس، ويديم على المغرب نعمة الأمن والاستقرار.
وتضمنت الأمسية أيضاً لحظات تكريم، حيث تم الاحتفاء بالمدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبد الواحد اعزيبو المقراعي، والمديرة الجهوية لقطاع الثقافة، زهور أمهاوش، تقديراً لدورهما في دعم العمل الثقافي والشبابي بالجهة.
وتندرج هذه الفعالية الفنية، في إطار النسخة الرابعة لـ”رمضانيات طنجة الكبرى” المنظمة من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، والتي تمتد حتى 20 من شهر رمضان المبارك.
وتعرف هذه التظاهرة تنظيم لقاءات ومحاورات فكرية تناقش قضايا مواضيع من قبيل “السياسة والأدب”، و”ورش الدولة الاجتماعية ما بين قوة الطموحات ومواجهة التحديات”.
كما يضم البرنامج إلى جانب سهرات للمديح والسماع والموسيقى الأندلسية، مسابقات لتجويد القرآن الكريم، وزيارات تضامنية، ودوريات رياضية.