يكتسي مرفق الركن العمومي أهمية حيوية في تنظيم حركة السير وتسهيل الوصول إلى المرافق الحيوية في المدن الكبرى، إلا أن مدينة طنجة لا تزال بعيدة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال.
ورغم استثمار اعتمادات مالية ضخمة، منها 560 مليون درهم من طرف شركة “صوماجيك باركينغ” في تشييد مرائب متعددة في مواقع استراتيجية، فإن هذه المنشآت ما تزال غير قادرة على تليية سوى 20 بالمائة من احتياجات المدينة الحالية والمستقبلية.
وتتوفر طنحة حاليا على مجموعة من المرائب تحت الارضية ذات جودة عالية، مثل مرآب كورنيش طنجة، مرآب ساحة الأمم، مرآب إيبيريا، مرآب الحي الإداري، ومرآب الجامعة العربية، وكذا مرائب ساحة 9 ابريل وباب المرسى والقصبة.
لكن التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حول المدن المرشحة لاستضافة كأس العالم 2030 أشار إلى أن هذه المرافق لا تواكب حجم الطلب المتوقع على مواقف السيارات في حال استضافة الحدث.
وتواجه المدينة، التي تشهد نموًا اقتصاديًا وسياحيًا كبيرًا، تحديات بنيوية في قطاع النقل والمرافق الحضرية.
إلى جانب نقص في مرائب السيارات، يعاني قطاع النقل الحضري من ضعف في التغطية والتردد الزمني، حيث حصلت طنجة على 2.6 من 5 في تقييم “فيفا” لقطاع النقل، ما يجعلها تتخلف عن مدن أخرى مثل الدار البيضاء، التي حصلت على 4.7 من 5.
وتظل خدمات شركة “ألزا” التي تشرف على تشتغل في مدن اسبانية بجودة عالية، نقطة سوداء في قطاع النقل الحضري، حيث يشكو المواطنون من قلة الحافلات، وضعف التردد، وتغطية غير كافية للعديد من الأحياء.
على الرغم من مشاريع تطوير مثل أنفاق رياض تطوان، بني مكادة، وكاسطيا التي بلغت تكلفتها 150 مليون درهم، لم تنجح هذه التدابير في معالجة اختلالات النقل العمومي.
فمدينة طنجة التي تواصل توسعها العمراني والاقتصادي لم تواكب هذا النمو بتطوير منظومة نقل مستدامة.
ويؤكد الخبراء أن مدينة طنجة، التي تعد وجهة رئيسية للاستثمارات، بحاجة إلى استراتيجية متكاملة لتطوير النقل ومرافق الركن لضمان جاهزيتها لاستقبال كأس العالم 2030.