أصدر الباحث المغربي عبد الصمد المنصوري، كتابا يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب، تطرق فيه بالخصوص إلى نضالات الحركة الوطنية بمدينة العرائش خلال الفترة الممتدة بين 1930 و1956، ورصد في طياته الأستاذ المنصوري رصدا أوليا، فترة تاريخية تقدم صورة قريبة من ماضي المدينة السياسي في فترة الحماية الإسبانية.
الكتاب صادر ضمن منشورات مركز خطوة للدراسات والأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويقع في 173 صفحة. وحسب الكاتب فإن إصداره الأول هذا يهدف إلى إماطة اللثام عن تاريخ الحركة الوطنية بمدينة العرائش، وإظهار مساهماتها المتعددة في سبيل تحرير بلدنا المغرب من براثين الإستعمار.
ويضم الكتاب تقديما للأستاذ عبد السلام التدلاوي، ومقدمة للمؤلف إضافة إلى ثلاثة فصول وملحق وثائقي. وخصص الفصل الأول من الكتاب لتتبع ورصد الإرهاصات الأولى لظهور الحركة الوطنية بمدينة العرائش والدي بدأ من مرحلة السرية، مرورا بالهيئة الوطنية الأولى، ومن بعدها هيئة وفد مطالب الأمة، ووصولا إلى مرحلة الهيئة الوطنية بشمال المغرب، ثم هيئة العمل الوطني بشمال المغرب، وأخيرا الكتلة الوطنية بشمال المغرب.
أما فيما يتعلق بالفصل الثاني فقد خصصه الكتاب لدراسة كل ما يتعلق بتأسيس حزب الإصلاح الوطني بمدينة العرائش، منذ فترة المخاض والولادة إلى مرحلة التأسيس حيث يكشف عن تنظيم الحزب وهيكلته في سنته الأولى، وأسماء أعضاء اللجنة الفرعية المحلية والشعب التابعة لها ( شعبة داخل البلد أو المدينة القديمة وشعبة المدينة الجديدة )، هذا بالإضافة إلى اللجان المصغرة والتي كانت تقوم بمهام محددة (تتبع الشعب، الدعاية والنشر، جمع التبرعات، التضامن مع الأعضاء، عيادة المرضى، لجنة الفتيان…) كما تم تخصيص المبحث الخامس من هذا الفصل للحديث عن التنظيمات الموازية لحزب الإصلاح بالعرائش، ويتعلق الأمر بمنظمة الفتيان وفرقتها المعروفة بالمنصور الذهبي العرائشية.
وفيما يخص الفصل الثالث فقد تم تخصيصه لإبراز الدور الذي لعبته الصحافة في نجاح العمل الوطني ونشر التوعية السياسية، وتغطية نشاط الحركة الوطنية بالعرائش، من خلال استعراض بعض الكتابات الصحفية التي تناولت هذا النشاط. والكاتب عبد المنصوري، من مواليد مدينة العرائش، حاصل على الماستر في التاريخ، وهو الآن بصدد الإعداد لطرح الدكتوراه حول شمال المغرب وعلاقته بحضارات الحوض المتوسطي، وحاليا هو أستاذ التعليم الثانوي لمادة الإجتماعيات.