أشرف بن التهامي – ايلاف
يعيش الجمهور الرياضي في المغرب هذا الأسبوع حالة استثنائية، إذ إن قلبه موزع بين حدثين مهمين، الأول هو مباراة الديربي بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين، برسم الدورة العاشرة من بطولة القسم الوطني الأول، والثاني مباراة الكلاسيكو الإسباني بين النادي الملكي ريال مدريد ونادي برشلونة. الدار البيضاء: الغريب أن نسبة مشاهدة مباراة “الكلاسيكو”، من طرف الجمهور المغربي تتفوق بكثير على جل مباريات البطولة الوطنية بما فيها الديربي، علما أن غالبية سكان المناطق الشمالية يعدون من أكثر المشجعين للفريقين الإسبانيين.
حماس بين المشجعين رغم ما يستأثر به الدريبي المغربي، الذي سيجرى يوم الثلاثاء في المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، من اهتمام كبير في الأوساط الرياضية، وفي العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، على وجه الخصوص، إلا أن الكلاسيو الإسباني في الكامب نو يجذب الأنظار على نطاق أوسع، خاصة في المناطق الشمالية لمدن المملكة، حيث يلعب العامل الجغرافي بفعل القرب من إسبانيا دورا كبيرا في جعل الاستعدادات لهذه القمة الكروية تبدأ باكرا. فالحماس اشتد بقوة بين مشجعي الفريقين، خاصة بعد النتائج القوية التي سجلها برشلونة والريال، في المباريات الأخيرة، ما يعد بمواجهة ملتهبة، يوم الاثنين المقبل. يقول إلياس بناني، مشجع ريالي، “كريستيانو رونالدو أفضل من ليونيل ميسي، وأنا متأكد من أنه سيهز شباك حارس برشلونة في أكثر من مناسبة، كما أنني واثق من فوز النادي الملكي”. وأوضح إلياس أن “الداهية مورينهو قادر على شل تحركات لاعبي البارصا، وأعتقد أن مفاتيح اللعب بين يديه الآن، وليس هناك أحسن منه لتوظيفها، خاصة في وجود أوزيل، ودي ماريا، اللذين أعتبرهما، إلى جانب رونالدو، القوة الضاربة لريال مدريد. ما إن أنهى المشجع الريالي كلامه، حتى انتفض في وجهه مومن تاج الدين، مشجع بارصاوي، إذ قال ساخرا “سنرى كم من مرة سيجلب كاسياس الكرة من مرماه.. ميسي لن يرحمكم، وسيدك شباككم برباعية”. وأضاف مومن “لا تحلموا نهائيا بالفوز، حتى مع وجود مورينهو، لأن الكلمة الأخيرة ستكون للمهارة الفردية للاعبين، الذين سيحدثون الفارق، وهنا ستكون الكلمة لميسي، أما رونالدو فأعتقد أنه لم يقدم حتى الآن ولن يقدم مستقبلا الشيء الكثير لريال مدريد. والبارصا هي الأقوى حاليا في العالم شاء من شاء وأبى من أبى”. للجنس الناعم كلمة! الحماس لدى المشجعين، قابله استعداد مكثف في المقاهي، بدأت في وضع آخر اللمسات والترتيبات، حتى تكون جاهزة لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزبائن. غير أن ما يثير الاستغراب هو أن بعض المقاهي أضحت خاصة فقط بمشجعي الريال، في حين أن أخرى تحمل ألوان البارصا فقط. وفي هذا الإطار، يقول سعيد رضواني، صاحب مقهى في منطقة المعاريف في الدار البيضاء، “منذ أكثر من أسبوع ونحن نعمل على توفير كافة المستلزمات للحدثين الرياضيين المهمين هذا الأسبوع، إذ قمنا باقتناء كراسٍ جديدة، وشاشة ثانية كبيرة حتى يتمكن جميع رواد المقهى من مشاهدة المباراة في أريحية”. وحول أسعار الطلبات، أكد سعيد “من الطبيعي أن نرفع أسعار الطلبات في ذلك اليوم، لكن لن تتجاوز الزيادة درهمين حتى 3 في المشروب الواحد”. ورغم أن المباراة ما زال يفصلنا عنها أكثر من 72 ساعة، إلا أن مشجعي الفريقين بدأوا ارتداء قميص فريقيهم المفضلين. يوضح حبيب الفضل، بائع ألبسة رياضية في محل في درب عمر في الدار البيضاء، “تزايدت مبيعات أقمصة فريقي برشلونة والريال، في الأيام الأخيرة، بطريقة لافتة، خاصة قميصي النجمين ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو”، مشيرا إلى أن “أغلب الزبائن من الشباب، الذين يتعلقون كثيرا بعدد من النجوم”. وأوضح حبيب أن ثمن القميص الواحد بالنسبة إلى الكبار يتجاوز 600 درهم (أكثر من 72 دولارا)، أما بالنسبة إلى الصغار فيفوق 400 درهم (أكثر من 48 دولارا)، مبرزا أن “الأسعار تختلف من محل إلى آخر، وحسب الجودة”. ولم يعد الجنس الناعم يتردد فقط على الملاعب لمتابعة لقاءات الديربي أو تشجيع المنتخب الوطن، بل بات أيضا يتردد على المقاهي أيضا لمتابعة الكلاسيكو الإسباني، أو المباريات القوية لعصبة الأبطال الأوروبية. تقول آمال نجمي “أنا صراحة أشجع النجم الكبير ميسي، الذي أعتبره ظاهرة، وهو الذي جعلني أتعلق بفريق برشلونة”، مبرزة أن “الفوز سيكون بالتأكيد من نصيب أبناء غوارديولا”. وذكرت آمال أنها “تلتقي يوم المباراة مجموعة من صديقاتها، سواء كنّ بارصاويات أو رياليات، ويتوجهن إلى المقهى لمتابعة المباراة”. من جهتها، أكدت خديجة دحمالي “ريال مدريد سيوجه صفعة قوية إلى برشلونة، وأتمنى من مشجعي البارصا أن يتلقوا الصدمة بصدر رحب، فهم لن يستطيعوا مجاراة نجوم الريال، ولن يتمكنوا من هزم ذكاء مورينهو”. وأشارت خديجة إلى أن “المباراة ستكون مشوقة، وخلالها سيؤكد الريال أنه عاد بقوة لإحياء الأمجاد، ومعانقة الألقاب”. مواجهة في العالم الافتراضي انتقلت المواجهة بين مشجعي الفريقين إلى العالم الافتراضي، إذ تحول موقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك”، إلى مسرح لتبادل التعليقات الساخنة حول الكلاسيكو. وتوزعت هذه التعليقات بين “إلى ريال مدريد.. الكلاسيكو لبرشلونة”، و”الإعصار الكتالوني سيدمر حقول النادي الملكي”، و”يا سيدي ريال مدريد ياما حكوا وما طلع بيدكهم إشي عا لفاضي”، و”أكتبها على جبين المجد عنوان من لا يعشق برشلونة ليس إنسان”، و”أكيد برشلونة 6/2″، أما رد عشاق النادي الملكي فكان على الشكل التالي ” تحيا الريال والأسود أسود”، و”الفوز للريال”، و”إنشـاء الله لكلاسيكو مدريدي”. ويتصدر ريال مدريد الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن الترتيب العام بفارق نقطة واحدة عن برشلونة، ولا شك بان الفائز في المباراة سيوجه ضربة معنوية للخاسر، ذلك لان الفريقين نادرا ما يخسران أمام الفرق الضعيفة بدليل إهدارهما تسع نقاط فقط منذ بداية الموسم وحتى الآن.
ويتصدر رونالدو ترتيب الهدافين بفارق هدفين عن ميسي الذي سجل بدوره ثلاثية في مرمى الميريا “8-0″، ونجح في تسجيل هدف على الأقل في مبارياته العشر الأخيرة.