من خلال مبادرات هادفة ذات وقع ملموس وواسع النطاق، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة طنجة-أصيلة التجاوب مع الحاجيات المعبر عنها من الساكنة، من أجل تدارك التفاوتات المجالية والاجتماعية بالمجالات القروية، عبر مشاريع لتزويد قرى جبلية نائية بالماء الشروب.
ضمن برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا بالمرحلة الثالثة للمبادرة، يجري على قدم وساق تنفيذ مشروع بغلاف مالي يصل إلى 10,56 مليون درهم، من أجل تزويد المنازل ب 22 دوارا تابعا لجماعتي المنزلة ودار الشاوي بالربط الفردي بشبكة الماء الشروب.
في هذا الصدد، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة طنجة-أصيلة، محمد أمزيان، إن هذا المشروع، الذي ينسجم كليا مع الأهداف السامية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يروم تحسين ظروف عيش سكان المناطق القروية البعيدة عن المراكز، وتسهيل الولوج إلى الماء الصالح للشرب، وكذا ضمان توفيره بشكل مستدام وبكميات كافية وبجودة عالية تحترم المعايير الضرورية.
وأكد محمد أمزيان، في تصريح له، أن هذا المشروع يستحضر أيضا حاجيات وانتظارات ساكنة المنطقة، ويتوخى الحد من معاناة ساكنة العالم القروي وتمكينها من الحصول على الماء الشروب، وبالتالي توفير الشروط الأساسية للتنمية وتدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية، التي تعد من الشروط المهمة والأساسية لكل تنمية شاملة ومنصفة ومتوازنة.
بالنسبة لممثل جماعة المنزلة، عزيز خيار، فقد اعتبر في تصريح مماثل، أن هذا المشروع يعكس على أرض الواقع سعي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركائها المؤسساتيين لتحقيق العدالة المجالية وتوفير شروط التنمية بالعالم القروي والعناية بساكنة هذه المنطقة، إضافة إلى التخفيف من معاناتها في جلب الماء لاسيما خلال الفترات المتسمة بقلة التساقطات المطرية.
وشدد عزيز خيار على أن هذا المشروع سيمكن، بدون أدنى شك، من تحسين المستوى المعيشي للساكنة المحلية التي تعتمد بالأساس على الفلاحة البورية وتربية المواشي، وتوفير شروط التنمية الاقتصادية التي تجعل الإنسان في صلب اهتمامها وتسهيل ولوجها للخدمات السوسيو-اقتصادية، وبلوغ مؤشرات إيجابية في هذا السياق، مضيفا أن المجتمع المحلي والمؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني يدركون جيدا الوقع الإيجابي للمشروع على المنطقة.
وحسب المتول عبد الإله، رئيس مصلحة أشغال التزود بالماء بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، فإن هذا المشروع، الذي تجاوزت فيه نسبة الأشغال 50 في المائة، مهم للغاية من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وله أثر إيجابي على مستوى عيش الساكنة ومواردها، المرتبطة أساسا بقطاع الفلاحة، وضمان شروط التنمية الاقتصادية، لاسيما في المناطق النائية التي تبقى في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع ذات القيمة المضافة.
ورأى عبد الحميد عزوز، أحد المستفيدين من الربط من قاطني مدشر “جبل الريح”، أن هذا المشروع جاء في وقت مناسب للحد من معاناة ساكنة المنطقة من قلة الماء الصالح للشرب، كما يؤسس لمرحلة تنموية جديدة تساهم في تيسير اندماج هذه المنطقة القروية في محيطها العام، الذي يعرف نموا مضطردا على كل الأصعدة.
وأكد المستفيد أن المشروع كان من المطالب الأساسية لساكنة جماعتي المنزلة ودار الشاوي، وهو دليل واقعي وملموس على ثمار المشاريع النوعية للورش الملكي الفريد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تحتفل هذا العام بالذكرى الثامنة عشرة لتفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإطلاقها.
وينجز هذا المشروع البنيوي، الذي ينتظر أن تنتهي أشغاله بشكل كامل في شتنبر المقبل، على شطرين، حيث انطلق الشطر الأول في يناير الماضي مع مدة إنجاز تناهز 8 أشهر، ويشمل وضع حوالي 54 كلم من قنوات التوزيع (قطرها بين 63 و 160 ملم) وإنجاز حوالي 1220 ربطا فرديا، بينما سيتم في الشطر الثاني، الذي سينجز ضمن أجل 6 أشهر، بناء وتجهيز 3 محطات لرفع الضغط وبناء وتجهيز خزانين بسعة 50 متر مكعب.
وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروع 10 ملايين و560 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأزيد من 5 ملايين و65 ألف درهم، بينما ساهم مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بـ 3.5 مليون درهم ومجلس عمالة طنجة-أصيلة بمليوني درهم.