مع انتهاء الموسم الصيفي الذي يحمل معه نشاطًا سياحيًا ورواجًا تجاريًا؛ يبدأ سكان المدن الساحلية شمال المملكة في العودة تدريجيًا إلى حياتهم اليومية الروتينية التي تتسم بحالة من الركود الاقتصادي وتراجع مصادر الدخل عند الكثيرين.
أغلب السياح عادوا الى مناطق إقامتهم؛ بعد اسابيع من العطلة الصيفية؛ عرفت خلالها الحركة السياحية والتجارية بمدن مثل أصيلة ومرتيل والحسيمة؛ رواجا كبيرا؛ لتبدو هذه المدن شبه خالية إلا من النشاط اليومي المتواضع للسكان المحليين.
في مدينة أصيلة؛ القصية بـ40 كيلومترا جنوبي مدينة طنجة؛ بدت الشوارع والازقة؛ صباح اليوم الاثنين؛ خالية من أي نشاط سياحي؛ مقاهي ومطاعم لم يكلف أصحابها أنفسهم البدء في نشاطها مبكرا كما جرت العادة خلال الأسابيع الماضية؛ والسبب هو تراجع عدد الزبائن.
في الحسيمة؛ التي تُلقب بـ”حاضرة الريف”؛ لا يختلف المشهد كثيرا؛ حيث تبدو الفضاءات التي كانت تنبض بالحياة قبل أسابيع؛ خالية تماما من أشكال الحركة؛ فيما أرباب الخدمات والانشطة التجارية ينتظرون زبائن قد يأتون او لا يأتون.
بحسب فاعلين ومهتمين في المجال السياحي؛ فإن الطابع الموسمي للقطاع السياحي بغاليية المدن الساحلية؛ يجعل الازدهار الاقتصادي مقارنة لفترات معينة من السنة؛ لا سيما خلال فصل الصيف.
ويقول مسير مطعم في مدينة مرتيل؛ ان انقضاء موسم الصيف؛ يؤثر بشكل كبير على الكثير من الأنشطة التجارية والخدماتية بفعل تراجع الزبائن وتقلص عدد ساعات العمل.
يبرز هذا الرجل كذلك؛ في دردشة مع طنجة 24؛ ان فترات الذروة السياحية على بضعة أيام خلال العطل الموسمية وعطل نهاية الأسبوع عندما يكون الطقس مناسبًا.
يظهر هذا الواقع الاقتصادي؛ اذن تحديات كبيرة للسكان المحليين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة في هذه المدن. ما يملي ضرورة التفكير في استراتيجيات مستدامة للحفاظ على استقرار الاقتصاد المحلي خلال فترات الانخفاض في الحركة السياحية.