تواصل السلطات المغربية جهودها الأمنية في محيط نفق سري تم اكتشافه قرب مدينة سبتة المحتلة، وكشف عن شبكة معقدة استُخدمت في تهريب المخدرات نحو إسبانيا ومنها إلى باقي أوروبا.
وتأتي هذه التحركات الأمنية في إطار تحقيق موسع يستهدف تفكيك جميع امتدادات هذه البنية التحتية السرية، وتحديد جميع المتورطين في إنشائها واستغلالها على مدى سنوات.
وباشرت الفرق الأمنية المغربية، ومن بينها الشرطة والدرك الملكي، عمليات مسح دقيقة في محيط المنطقة العازلة باستعمال تقنيات متطورة تشمل كابلات مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار متقدمة، وذلك لرسم خريطة دقيقة لمسار النفق وتحديد كافة المخارج المحتملة له.
وتندرج هذه الإجراءات التقنية ضمن مقاربة أمنية تهدف إلى سد جميع الثغرات التي قد تُستغل مستقبلاً في أنشطة تهريبية مماثلة.
وشهد التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا تطورات لافتة خلال الأيام الماضية، حيث عُقدت لقاءات بين وحدات متخصصة من البلدين لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتقنية حول هذا النفق.
هذا التعاون يندرج ضمن استراتيجية مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات، التي شهدت في السنوات الأخيرة تصعيدًا في الأساليب المستخدمة من قبل الشبكات الإجرامية، والتي باتت تلجأ إلى وسائل غير تقليدية، مثل الأنفاق والدرونات البحرية، لتفادي الرقابة الأمنية.
وفي السياق ذاته، نفذت فرق الوقاية المدنية عمليات تفتيش ميدانية في المناطق المجاورة، شملت مواقع قريبة من نقطة العبور المحتملة للنفق، وذلك في خطوة تهدف إلى تقييم الأضرار البيئية والبنية التحتية التي قد تكون تأثرت بوجود هذا المسار السري.
وعلى الجانب الإسباني، تواصل السلطات الأمنية تحقيقاتها تحت إشراف المحكمة الوطنية الإسبانية، بعد تنفيذ عملية أمنية واسعة أطلق عليها اسم “هاديس” في فبراير الماضي، والتي أسفرت عن اكتشاف النفق واعتقال 14 شخصًا يشتبه في تورطهم في تشغيله.
وتشير مصادر أمنية إسبانية إلى أن هذا التحقيق لا يزال مفتوحًا، حيث يُنتظر الكشف عن المزيد من المتورطين، سواء داخل إسبانيا أو خارجها.
وفي إطار التدابير الاحترازية، فرضت السلطات الإسبانية رقابة أمنية مشددة على المنشأة التي ينطلق منها النفق في المنطقة الصناعية بسبتة، حيث يتولى الحرس المدني الإسباني تأمين الموقع على مدار الساعة ومنع أي محاولة لاختراقه، في انتظار استكمال عمليات المسح التقني والجنائي.
ورغم عدم الإعلان رسميًا عن موعد محدد لتنفيذ عملية أمنية مشتركة، إلا أن التحركات الجارية على الجانبين توحي بإمكانية إجراء تدخل منسق بين البلدين خلال الأيام المقبلة، بهدف استكمال المعطيات التقنية حول النفق وضمان تفكيك أي بنية تحتية أخرى قد تكون شُيدت لأغراض مشابهة.