الوطن .. في حاجة لمواطنين متشبعين بقيم الوطنية الحقة ، كيف ؟ ولماذا !
إعلان على اليمين 160×600
إعلان على اليسار 160×600
Habillage desktop



الإشهار 2

الوطن .. في حاجة لمواطنين متشبعين بقيم الوطنية الحقة ، كيف ؟ ولماذا !

إشهار مابين الصورة والمحتوى

 

انطلاقا من مدخل رئيس إبتداءا بالوطن كمرجع هوياتي ، مرورا بالمواطن وانتهاءا بقيم الوطنية الحقة المشروطة التفاصيل مبتدؤها حقوق وأساسيات ، ومنتهاها واجبات تجاه الهوية والتاريخ وسياقات اللحظة والأن ، لا يختلف اثنان على أن السبيل الأوحد الثابت الكلي الغير المجزء لأي طفرة على المستوى العام صوب التقدم ، لا يمكن أن يتأسس إلا على توازن مفاهيمي بشقيه ” الحقوق و الواجبات ” .

معادلة لا تستوي المطالبة بأحد قطبيها إلا بتوفر القطب المقابل ، واجبات متضخمة على حساب حقوق مستنزفة لا يمكن أن تنتج الرضى على المستوى الاجتماعي ولا على مستوى الإقتصادي ، والأمر عينه حتى على المستوى الهوياتي ، كذلك الحال إن كان الوضع القائم معكوس الحال .

بين أن كل الأمم زادها وعتادها لا يغنيها عن أساس نشأتها وقوة عودها خصوصا على مستوى الجبهة الداخلية ، قوة تكمن بتمسك قاطني الأرض بأمهم الأرض حيث ذاكرتهم المشتركة ومخيالهم الجمعي الذي يجعل منهم تكتلا غير قابل للتفكك ، الأمر الذي يقيهم شر الاندثار وشر فقدان هويتهم حيث تاريخهم المشترك الممتد الى حدود الأجداد الأولين تحت يافطة علم واحد بما يعكسه من وحدة أبناء الشعب الواحد كقيمة معنوية وإحساس بالانتماء للمجمل والكل .

يتأتى الحفاظ على مثل هكذا قيم لدى الأفراد عبر ادراك مفهوم الانتماء الحق ، وتوفرهم على الحق في ترجمته لسلوك لصالحهم يخدم حقهم الوجودي ويؤمن استمراريته عبر الانضباط لقوانين تسرى على الجميع على حد سواء دون ميز ودون شرط حتى ينعم الوطن بمواطنين ، متشبعين بقيم الوطنية الحقة .

فالمواطن يظل مواطنا ما دام يحترم أخلاقيات الانتماء ملتزما بحسن السلوك تجاه غيره وتجاه وطنه ، سواء كان مواطنا غير ذي مسؤولية تجاه الحياة العامة إداريا ، أو كان مواطنا مسؤولا له من الواجبات تجاه الأمة ” الشعب ” تجعل مواطنته قيد التفعيل كلما قام بمهامه تجاه وطنه على أحسن وجه ، خادما للوطن بخدمة مواطنيه ، ابتداءا من أعوان السلطة والمنتخبين وانتهاءا بمسؤولي الإدارات العمومية والمؤسسات الوطنية .

إذ أن المضي قدما تجاه المستقبل رهين بقيام ” الكل الوطني ” بواجباته خير قيام ، لتجني الأمة بذلك ثمارا أساسها قوة في النسيج الاجتماعي ، تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء العابثين، ونهضة في الفكر وإنتاج في المعرفة ، وقوة في الاقتصاد ، وتوطين جيد للعقول ، وتطوير دائم وبناء للوطن ، ولحوق بركب الحضارة الإنسانية ، بل ريادة في مصاف الأمم ، وهيبة للوطن والمواطن ، إن إعتز الكل بهويته الوطنية، فأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير عنها ، ورشف رشفة من دلوها فآرتوى به ، ويحيى عندها الوطن ويحيى اثر ذاك معمروه وقاطنوه ، وتنجلي سحابة النفور ، وينعم الكل ، كل قدر سعته فلا ضير عندها ولا عتاب .


الإشهار بعد النص
شاهد أيضا
عداد الزوار