تستمر فوضى الدراجات النارية في مدينة طنجة في التأثير سلباً على السلامة العامة والمرورية، مما يضع تحديات متزايدة أمام الأجهزة الأمنية التي تحاول ضبط الوضع.
ويأتي تفاقم هذه الحركات الاستعراضية، في ظل انتشار خدمات الكراء العشوائي للدراجات النارية، خاصة من نوع “سانيا” الرخيصة، والتي غالباً ما تُستخدم في ارتكاب مخالفات قانونية تعرض حياة المارة والسائقين للخطر.
ويقود شباب طائشون دراجات نارية بسرعة فائقة مصحوبة بحركات بهلوانية، للفت الأنظار إليهم، مع إطلاق منبهات الصوت بشكل صاخب، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين، كما يخلف هذا السلوك المشين ذعرا في صفوف السائقين، خصوصا في أوقات الذروة.
وترتفع وتيرة هذه الظاهرة أمام المدارس والثانويات والجامعة، بعد عودة التلاميذ والطلبة إلى الدراسة من جديد، إذ يتردد بعض المراهقين على هذه المؤسسات التعليمية على متن سيارات ودراجات نارية، بطريقة لا تخلو من تهور.
ومؤخراً، تفاعلت مصالح أمن طنجة مع شريط فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شابين يقومان بحركات بهلوانية خطيرة في الشارع العام.
احد هذين الشخصين، كان على متن دراجة نارية، بينما كان الآخر متمسكاً بالكرسي الخلفي للدراجة، منتعلاً حذاء به عجلات صغيرة، مما يعرض حياتهما وحياة المارة والسيارات للخطر.
وقد أفضت الأبحاث والتحريات الأمنية التي أجرتها عناصر فرقة الدراجين لشرطة النجدة، إلى توقيفهما بمنطقة العوامة في حالة تلبس أثناء استعدادهما لتصوير المزيد من الحركات الاستعراضية.
واعتاد الموقوفان، وهما قاصران، نشر فيديوهات مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي، متباهيين بتلك الأفعال الخطيرة.
وقد تمت إحالة القضية إلى فرقة الشرطة القضائية المختصة بالأحداث بمنطقة أمن بني مكادة للنظر في التهم الموجهة إليهما، في حين تم وضع الدراجة النارية في المحجز الجماعي.
وتسعى مصالح أمن طنجة للتفاعل الإيجابي والسريع مع كل منشور قد يمس بسلامة الأفراد والصحة العامة وتهديد السلامة الطرقية في المدينة.
وقد تم تجنيد فرق أمنية خاصة لتحليل الفيديوهات المنشورة وتحديد هوية الجانحين لتوقيفهم وتقديمهم إلى العدالة.
وأصبحت ظاهرة الكراء العشوائي للدراجات النارية الرخيصة، مثل “سانيا”، مشكلة متفاقمة، حيث تُستخدم هذه الدراجات بشكل غير قانوني من قبل المراهقين والشباب للقيام بحركات خطيرة في الشوارع العامة.
ويفاقم هذا النوع من السلوك من فوضى مرورية ويعرقل جهود السلطات في الحفاظ على النظام والسلامة العامة.
كما تشكل هذه الظاهرة تحدياً كبيراً للسلطات الأمنية التي تحاول مكافحة هذا النوع من السلوكيات، خصوصاً في ظل سهولة الحصول على الدراجات النارية بأسعار زهيدة من خدمات الكراء غير المنظمة.
ومع تزايد هذه الممارسات، تبقى الحاجة ماسة إلى تعزيز القوانين التنظيمية وتكثيف الجهود الأمنية لضبط الأوضاع والحفاظ على سلامة المواطنين.
وتتطلب التحديات الأمنية المتزايدة في طنجة تعاوناً مشتركاً بين الأجهزة الأمنية والمجتمع للحد من فوضى الدراجات النارية، وضمان بيئة آمنة للسكان.