أثار اتهام نادي الوداد الرياضي البيضاوي لفريق اتحاد طنجة بممارسة العنصرية خلال المباراة التي جمعتهما، أمس السبت على أرضية ملعب العربي الزاولي، الكثير من الجدل حول مصداقية هذه الادعاءات وانعكاساتها المحتملة على حظوظ المغرب في تنظيم كأس العالم 2030.
المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق في إطار الجولة العاشرة من البطولة الوطنية الاحترافية، شهدت ادعاءات الوداد بإطلاق عبارات وألفاظ عنصرية موجهة لمدربه الجنوب افريقي، رولاني ماكوينا، من قبل بعض أعضاء الطاقم التقني لاتحاد طنجة، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الرياضية.
ورغم خطورة الاتهامات إلا أن مصادر مطلعة أكدت على عدم استناد هذه الادعاءات إلى أي دليل مادي يثبت حصول ألفاظ عنصرية، حيث أوضحت المصادر أن ما جرى على أرضية الملعب لم يكن سوى شجار عادي بين أفراد منتمين لكلا الفريقين، فيما كان المدرب ماكوينا وقتها في مستودع الملابس، ولم توجه له أي ألفاظ مسيئة.
ووفق ذات المصادر، فإن هذا الوصف ينفي المزاعم المطروحة، ويُظهر أن ما وقع هو مجرد تراشق كلامي طبيعي بين الفرق في ظل أجواء التنافس الحاد، تبعته اعتداءات على طاقم اتحاد طنجة يجب فتح تحقيق بخصوصها، وأن الوداد قد يكون لجأ لهذه الاتهامات كوسيلة للتغطية على تراجع مستواه الفني خلال المباريات الأخيرة، في ظل الانتقادات المتزايدة للطاقم التقني.
ولعل هذه الحادثة تأتي في ظرف حساس جدًا بالنسبة للمغرب، حيث لم يتبقَ سوى أسابيع قليلة على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بخصوص استضافة كأس العالم 2030، الذي ينافس فيه المغرب ضمن ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تعرف فيه الساحة الرياضية الدولية حملة إعلامية تدعو لسحب تنظيم كأس العالم من إسبانيا بسبب تكرار حوادث العنصرية ضد لاعبي كرة القدم، وأبرزهم لاعب ريال مدريد، فينيسيوس جونيور.
وبالنظر إلى حساسية القضية وأهمية الالتزام بسجل نظيف من حيث القيم والممارسات الرياضية، فإن هذه الاتهامات، رغم غياب الأدلة، قد تضع المغرب في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، يثير بعض المحللين تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة الوداد قد استوعبت بشكل جيد تأثير مثل هذه الاتهامات الخطيرة على سمعة الكرة المغربية على الصعيدين العربي والدولي، في حين لا زالت قضية العنصرية تلقى اهتماماً دولياً كبيراً.