باتت مدينة طنجة، في الآونة الأخيرة، مدينة بدون رصيف، وذلك بعد إستفحال ظاهرة إستغلال الملك العام من طرف بعض المواطنين وأصحاب المشاريع التجارية، التي حولت أرصفة عاصمة البوغاز من مرفق مخصص لخدمة عموم المواطنين، إلى مكان مسخر لخدمة مشاريع خاصة.
وأكد عدد من المتتبعين لشأن المحلي بطنجة، أن محاربة ظاهرة احتلال الملك العمومي، تعد من أبرز النقاط التي أدت إلى إسقاط أغلب المتعاقبين على كرسي رئاسة الجماعة الحضرية للمدينة، حيث أن هذه المشكلة أرقت بال المواطنين وجعلتهم غير أمنين حتى فوق الرصيف.
ورغم النداءات المتكررة التي وجهها المواطنون إلى السلطات المعنية، من أجل التدخل لإيجاد حل عاجل لمثل هذه المشاكل، إلا أن الأمر يبدو أصعب من أن يحل بالطرق التقليدية، حيث طالب هؤلاء بقيام الوالي الجديد يونس التازي بالتحرك في هذا الملف الشائك.
وبهذا الصدد، يرى محمد السليماني، تاجر بإحدى الأسواق الشعبية بمدينة طنجة، أن عددا من المقاهي والمحلات التجارية تقوم بإحتلال الأرصفة أمام أعين السلطة، حيث تغض النظر عن تجاوزاتهم وإنتهاكاتهم، التي تنعكس سلبا على جمالية المدينة ورونقها، بالإضافة إلى خطورتها على المواطنين وتهديدها لسلامتهم.
وفي هذا الصدد، يضيف السليماني، أن عملية إحتلال الملك العام تتم عن طريق مراحل، حيث يبدأ هؤلاء في الأول بإخراج الكراسي ووضعها فوق الرصيف، قبل أن يضيفوا طاولات وأصص للزينة، ليقوموا في الأخير وبعد إطمئنانهم للوضع وبتغطية الرصيف المقابل لمحلهم التجاري بأثواب معدة خصيصا لذلك، وبالتالي إمتلاكهم لقطعة إضافية من الأرض تشكل مورد رزق لهم، وعذابا للمواطنين والراجلين.