تواصل فضاءات “الجوطية” بالأسواق الشعبية في مدينة طنجة، الاحتفاظ بمكانتها لدى فئات اجتماعية واسعة رغم التحولات الكبيرة في قطاع التجارة، مع انتشار المراكز التجارية الكبرى وفضاءات الماركات العالمية.
وتجد شرائح اجتماعية واسعة في هذه الفضاءات التجارية ضالتها، حيث يقصدها الشباب وكبار السن على حد سواء، للحصول على ملابس واحذية مقابل اسعار يعتقدون أنها معقولة وذات جودة مناسبة.
في واحد من هذه الفضاءات بسوق كسبراطا، الذي يعد أكبر مرفق سوسيواقتصادي في طنجة، يبدو لافتًا الازدحام الشديد خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث يتهافت المئات من الزبائن على مختلف مساحات البيع التي تقدم عرضا لمختلف أنواع الملابس المستعملة
يقول أحد بائعي الملابس المستعملة في سوق “كسبراطا”، إن السوق يشهد إقبالًا كبيرًا من الزبائن من مختلف الشرائح الاجتماعية، مما يؤكد على استمرارية الجاذبية لهذه الفضاءات التجارية.
ويضيف هذا البائع في دردشة سريعة مع “طنجة 24″، أن البضائع المعروضة في السوق تتنوع بين الملابس والأحذية، مما يجعل السوق مقصدًا للعديد من المواطنين الذين يبحثون عن مقتنياتهم اليومية بأسعار مناسبة.
تتعالى أصوات الباعة وهم ينادون بأسعار وجودة بضاعتهم. تنهمك شابة في تقليب الملابس النسائية بحثًا عن قطع تتناسب مع أحدث صيحات الموضة.
تؤكد هذه الفتاة، في حديثها لـ”طنجة 24″، أنها تفضل التسوق في سوق “كسبراطا” لأنها تجد هناك تشكيلة متنوعة من الملابس والأكسسوارات التي تعكس ذوقها الشخصي وتتماشى مع أحدث صيحات الموضة، بالإضافة إلى أن الأسعار تناسب ميزانيتها وتعطيها قيمة أكبر لمالها.
وبالرغم من تنامي نشاط المراكز التجارية العصرية وفضاءات الماركات العالمية في المدينة، فإن تجارة الجوطية تظل قوية ومستمرة، حيث يبحث الزبائن عن التنوع والجودة والأسعار المناسبة التي توفرها هذه الفضاءات التقليدية.
الكثير من الشباب ينحدرون من فئات متوسطة، يفضلون التبضع من هذا السوق للحصول على منتجات تلبي اذواقهم بأسعار منخفضة من تلك المتوفرة في المراكز التجارية العصرية، لكن أكبر محفز لاستمرار نشاط تجارة “الجوطية” يكمن في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر منها شرائح اجتماعية عديدة، التي لا تسعفها الإمكانات المادية لارتياد المراكز والمحلات العصرية وفضاءات الموضة العالمية.