لم يجد “عمران”، خيارا آخر غير الاستئناس بمواصلة نشاطه التجاري في محله الصغير بمدينة طنجة، للتخفيف من معاناة الغربة التي وجد نفسه مضطرا لمعانقتها هذه السنة، بسبب عدم تمكنه من السفر صوب مسقط راسه في مدينة تزنيت جنوب المملكة.
ولم ينتظر هذا الأربعيني الذي يدير محلا للمكسرات والحلويات إضافة لبعض المواد الاستهلاكية، خروج الناس إلى الشارع بعد فراغهم من عمليات نحر أضاحيهم، بل بادر إلى فتح محله الذي اعتاد كل سنة على إغلاقه لفترة قد تمتد لأسابيع، بغاية السفر لقضاء عطلة عيد الأضحى في أحضان عائلته بمدينته في منطقة الجنوب المغربي.
ويقر هذا التاجر، بأنه لا ينتظر رواجا كبيرا من وراء فتح محله خلال هذه الأيام، بل ولا يأبه لذلك أصلا. مشيرا إلى أن الهدف من مواصلة استئناف نشاطه التجاري هو تمضية الوقت واستنشاق الهواء خارج المنزل في ظل عتمة الغربة التي يعيشها هذه السنة.
يرى “عمران”، أن قرار الحكومة بإغلاق مجال السفر من وإلى 8 مدن، كان قرارا “قاسيا” عليه وعلى العديد من أقرانه الذين لم يتمكنوا من إيجاد وسيلة نقل صوب مدنهم، ما اضطرهم إلى قضاء العيد وحيدين بعيدا عن دفئ الأسرة والأهل والأحباب في هذه المناسبة التي تعتبر الوحيدة من نوعها خلال عام صاخب بحركية مدينة كبيرة مثل طنجة وروتين عمل متواصل.
رمزية عيد الأضحى بالنسبة لممتهني التجارة المنحدرين من المناطق الجنوبية للمغرب، اصطدمت هذه السنة، بواقع فرضته الحكومة والسلطات المغربية، بين عشية وضحاها، دون مراعاة لذلك التاجر الذي يظل ينتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر من أجل إغلاق “الحانوت” ومعانقة الأهل والأحباب، في لحظة موسمية لا تتكرر سوى مرة في السنة.