تشهد شوارع مدينة طنجة، ارتفاعا كبيرا لأعداد المتسولين، لا سيما خلال شهر رمضان الجاري، كأحد تمظهرات التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لتفشي جائحة “كوفيد-19” التي دفعت السلطات إلى اعتماد إجراءات مشددة اقتضت توقف أنشطة مدرة للدخل وفقدان مناصب عمل.
وإذا كانت ظاهرة التسول ليست بغريبة عن مدينة طنجة، فإن مراقبين يرون أن هذه الممارسة أخذت أبعادا أخرى في ظل التحديات التي فرضتها الجائحة العالمية، حيث اضطرت فئات أخرى من المواطنين للخروج إلى الشارع بحثا عن قوت يومهم عبر مد اليد نحو المحسنين، بعد أن انقطعت بهم سبل التكسب المشروع.
ويعتبر العديد من المتتبعين، أن الفرق بات واضحا بين المتسولين الاعتياديين الذين جعلوا من هذه الممارسة مهنة لهم، وبين الأشخاص الذين أرغمتهم الظروف الاقتصادية لطلب ما يسدون به رمق أسرهم بعد فقدان مصادر دخلهم.
وهذا ما يؤكده “أحمد”، مواطن في أواخر الأربعينات من العمر، بالقول إنه لم يجد بديلا عن طلب المساعدة من المواطنين في الشارع بعدما توقف نشاطه المهني خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أنه يشتغل نادلا في أحدى المقاهي.
وأجبر قرار حظر التجوال الليلي خلال شهر رمضان، الذي تم اتخاذه في إطار تدابير الحد من انتشار فيروس كورنا، أرباب المطاعم والمقاهي، على تعليق خدماتهم إلى ما بعد الشهر الفضيل، مما انعكس سلبا على العاملين في هذه الفضاءات.
ويحاول “أحمد” عدم المجاهرة بممارسته للتسول في الشارع العام، حيث يستوقف أحد المارة ويستجديه بحرج واضح على محياه لتقديم مساعدة تعيله على توفير قوت أسرته. “الله لا يقهر شي مسلم”، يعلق هذا النادل المتوقف عن العمل على وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
جحافل من المتسولين، تجوب شوارع طنجة، كما غيرها من المدن المغربية، معلنة عن مستوى أزمة اقتصادية عميقة مست شرائح واسعة من المواطنين، في غياب أي أشكال من الدعم والمواكية والاجتماعية للتخفيف من وطأة الوضع الحالي.