يعيش تجار سوق “الرمل” الشهير بمدينة طنجة، وضعا أمنيا مقلقا في ظل انتشار كبير لأنشطة ترويج المخدرات انطلاقا من هذا المرفق السوسيواقتصادي المعروف لدى الساكنة بـ”البلاصا الجديدة”.
وبحسب شهادات عدد من التجار، فإن السوق تحول خلال السنوات الأخيرة، إلى منطلق لأنشطة ترويج المخدرات القوية بمختلف أنواعها، مما جعله محجا بين الفينة والأخرى لأعداد من المدمنين الذين يرغبون في التزود بهذه السموم بغاية إشباع حاجياتهم من المخدرات.
ويقول مجموعة من المهنيين، بان الوضع خلال السنوات الأخيرة، أصبح “في غاية الخطورة”، بعدما بات العديد من المدمنين يحتمون بهذا المرفق الحيوي لمزاولة أنشطتهم الإجرامية، من دون تسجيل تدخلات أمنية ملموسة لمعالجة هذا الوضع.
وبحسب هؤلاء التجار، فإن هذا الوضع انعكس بشكل لافت على جاذبية السوق الذي شكل على مدى عقود طويلة، مقصدا لأعداد كبيرة من سكان مدينة طنجة، الذين يفضلون التسوق منه، بحكم رمزيته التاريخية وجودة المنتوجات التي يتم تسويقها في هذا الفضاء، الذي يعود إحداثه إلى أوائل القرن العشرين.
ويناشد التجار، ومعهم العديد من مرتادي هذا السوق، الأجهزة الأمنية بالتفاعل مع هذا الوضع المقلق الذي يخدش الصورة الراسخة في أذهان شرائح واسعة من الطنجاويين، لا سيما من ساكنة الأحياء المجاورة مثل مبروك وكراج زرياح والمصلى وأحياء أخرى.
ويحمل سوق “الرمل”، قيمة تاريخية وتراثية خاصة لمدينة البوغاز، فهو يعتبر من أقدم الأسواق المعروفة بمدينة البوغاز، إذ يعود تاريخ إنشائه إلى مرحلة العهد الدولي، وبالضبط في عشرينات القرن الماضي.
ويتميز هذا السوق، الواقع في ملتقى شارع فاس وشارع هولندا، إلى حدود اليوم هو تنوع ووفرة البضائع المعروضة في دكاكينه ومحلاته، مما يجعل منه وجهة يومية لمئآت من المتبضعين من سكان طنجة والمقيمين بها، سواء كانوا من المواطنين أو الأجانب.