أحدث قرار شركة “ميرسك”، الرائدة عالميًا في مجال الشحن البحري، بنقل جزء كبير من عملياتها إلى ميناء طنجة المتوسط زلزالًا في قطاع الموانئ الإسبانية، مما دفع سبعة موانئ رئيسية في إسبانيا إلى التكتل لمواجهة الهيمنة المتزايدة للميناء المغربي على حركة الشحن في حوض البحر الأبيض المتوسط.
الموانئ الإسبانية السبعة التي شاركت في هذا التكتل هي: ميناء الجزيرة الخضراء، ميناء برشلونة، ميناء فالنسيا، ميناء مالقة، ميناء موتريل، ميناء هويلفا، وميناء كارتاخينا.
وقررت هذه الموانئ توحيد جهودها من خلال مشاريع تطويرية مشتركة تهدف إلى تحسين بنيتها التحتية وزيادة كفاءتها التشغيلية في محاولة لاستعادة جزء من حركة الشحن التي باتت تفضل ميناء طنجة المتوسط.
وتمكن ميناء طنجة المتوسط، بفضل موقعه الاستراتيجي وتطور بنيته التحتية، من جذب شركات الشحن العالمية بفضل خدماته اللوجستية المتميزة، ما أدى إلى تحويل جزء كبير من حركة الشحن إلى المغرب.
ونتيجة لذلك، بدأت الموانئ الإسبانية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على موقعها الجغرافي المتميز في مضيق جبل طارق، في البحث عن حلول عاجلة لتعزيز قدرتها التنافسية.
ويشمل التكتل الجديد للموانئ الإسبانية خططًا طموحة لتوسيع الأرصفة، تحسين المرافق اللوجستية، وتطوير شراكات مع شركات النقل العالمية.
ومع ذلك، يواجه هذا التحالف تحديات كبيرة في مجاراة النمو السريع لميناء طنجة المتوسط، الذي يستمر في تعزيز موقعه كمحور رئيسي في التجارة البحرية العالمية.
وتشير التوقعات إلى أن ميناء طنجة المتوسط سيواصل توسيع حصته في السوق على حساب الموانئ الإسبانية، مما يعيد تشكيل خريطة الشحن في البحر الأبيض المتوسط ويعزز من مكانة المغرب كمركز لوجستي عالمي.