حذر خبراء دوليون، من أن معدلات الوفيات الناجمة عن موجات الحر الشديد ستشهد ارتفاعا بخمس مرات خلال العقود المقبلة، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على صحة البشر في حال لم تتخذ إجراءات فعلية لمواجهة التغيرات المناخية.
وأوضح تقرير نشرته مجلة “ذي لانست” الطبية البريطانية، أنه يتوقع في حال ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين بحلول نهاية القرن (وهي حاليا تتجه للوصول إلى 2,7 درجة مئوية بحلول عام 2100)، أن تزيد الوفيات السنوية المرتبطة بالحر بنسبة 370 بالمائة بحلول عام 2050، مما يشكل ارتفاعا بنسبة 4,7 بالمائة.
وأكد التقرير، الذي يتمحور حول الصحة والتغيرات المناخية، والذي نشر على بعد أسبوعين من انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي، أن موجات الحر القاتلة ليست سوى خطرا صحيا واحدا من مخاطر كثيرة ناتجة عن الاستخدام المتزايد للوقود.
كما سلط التقرير الضوء على مخاطر موجات الحر الشديد، وأبرزها تزايد موجات الجفاف التي تعرض ملايين الأشخاص لخطر المجاعة، و تتسبب في تنقل البعوض لمسافات أبعد ونقلها لأمراض معدية، بالإضافة إلى معاناة الأنظمة الصحية في مواجهة هذا العبء.
وقالت المديرة التنفيذية للتقرير، مارينا رومانيلو، في تصريح صحافي، إن “الآثار المرصودة راهنا قد لا تكون سوى مجر د مؤشر مبكر لمستقبل خطر جدا “، مبرزة أنه “في حال شهدنا احترارا بدرجتين مئويتين بحلول عام 2100، فإن تأثير ذلك على صحة الإنسان سيتجاوز الزيادة في معدل الوفيات”.
وبحسب الوثيقة ذاتها، فإنه على الرغم من الدعوات المتزايدة للتحرك العالمي من أجل مواجهة هذه الأخطار، إلا أن انبعاثات الكربون وصلت إلى مستويات عالية جديدة في العام الماضي، حيث ما زالت الحكومات والشركات والبنوك تدعم وتستثمر بكثافة في الوقود الأحفوري، الذي يغذ ي ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتأتي هذه التقديرات في وقت يشكل 2023 العام الأكثر حر ا في تاريخ البشرية، فيما أعلن المرصد الأوروبي للمناخ أن شهر أكتوبر الماضي كان أكثر شهر حرا على الإطلاق.