يجد سكان مدينة طنجة وزوارها خلال فصل الصيف، أنفسهم أمام “جحيم” مروري يكاد يكون كابوسًا يوميًا لا مفر منه.
وفي ظل الأعداد المتزايدة من السيارات التي تغزو الشوارع، تتحول الطرق إلى مساحات ضيقة مكتظة، تعج بأصوات منبهات السيارات وصافرات أعوان الشرطة المكلفين بتنظيم السير والجولان، بينما يحاول الجميع الوصول إلى وجهاتهم وسط حالة من الفوضى والارتباك.
في أكثر من محور طرقي، تزداد حدة التوتر مع كل دقيقة تمر، خاصة على مستوى شارع الجيش الملكي، الذي يعتبر المدخل الجنوبي الرئيسي لمدينة طنجة.
هنا، تقف السيارات في طوابير طويلة، بينما تكافح الحافلات والشاحنات لعبور التقاطعات المزدحمة، في مشهد يبدو أشبه بلعبة شطرنج معقدة على رقعة من الأسفلت.
ويبدو أن المنشآت الطرقية التي عززت البنية التحتية لمدينة طنجة منذ سنة 2013، باتت غير قادرة على استيعاب هذه الحركة المرورية الهائلة.
فالتطور السريع الذي شهدته المدينة في مجال الطرق والجسور لم يكن كافيًا لمواكبة النمو الكبير في أعداد المركبات التي تغزو المدينة صيفًا.
ويزداد الوضع قتامة في محيط المدارات السياحية للمدينة، التي تعتبر وجهة مفضلة للسياح والمصطافين، خاصة الشواطئ التي تمتد على طول الساحل الذهبي.
هنا، يتعاظم الزحام ليصبح عقبة كبرى أمام حركة المرور، حيث يصطف الزوار بالسيارات على مسافات طويلة للوصول إلى الأماكن السياحية، ما يخلق طوقًا من السيارات حول المدينة.ومع كل هذا الازدحام، يصبح التنقل في المدينة تحديًا حقيقيًا، يستنزف الوقت والجهد، ويعطل الحياة اليومية للسكان والزوار على حد سواء.
يشار إلى أن العديد من المراقبين، سبق لهم قبل اشهر، أن حذروا من ارهاصات “صيف صعب” في مجال السير والجولان، وهو ما دفع الجهات الوصية إلى العمل على شق مسالك جديدة في محاولة للتخفيف من هذا الوضع.
ومن ضمن المقترحات المطروحة لمعالجة إشكالية الاختناق المروري، تم طرح مشروع إحداث مسالك طرقية تربط طريق الرباط بالطريق الدائري لمنطقة عين مشلاوة، وأخرى تربط الطريق الدائري بطريق الرباط، وكذا طريق المجاهدين بمنطقة بوبانا.