في أعماق مدينة طنجة، يوجد أحد الأحياء التاريخية النائمة، حاملًا عبق تاريخ مشرق وجهود حضارية متألقة. إنه “جنان القبطان”، الحي الذي يحمل في جعبته الكثير من القصص والأسرار التي تنسجم مع مرور الزمن وتحاكي نسمات التاريخ.
بينما تتجول في شوارع هذا الحي، يمكنك أن تُفتح كتابًا حيًا من زمن الاحتلال الإنجليزي، عندما كان القبطان جون مدلطون يحلم بتحويل طنجة إلى قطعة من الجنة على الأرض.
كانت حديقة جنان القبطان، التي أنشأها بين أسوار القصبة، تعكس عنايةً خاصةً وحبًا جارفًا للجمال الطبيعي وللمساحات الخضراء الرحبة.
ومع مرور الزمن، لم تتلاشَ بريق هذا البستان الساحر، بل ظلت تفاصيله تروي قصصًا من عصور مضت، وتذكرنا بتأثير الحكم الإنجليزي على هذه الأرض الجميلة. ولعل أسماء الأزهار والفواكه التي كانت تملأ جنان القبطان، معبرةً عن تراث يتجدد في كل نبضة من نبضات هذا الحي.
وبالرغم من تحول أرض البستان إلى حي سكني، فإن الجذور التاريخية لا تزال تتداعى في أعماق الأرض، تذكيرًا بتلك الفترة الرائعة عندما كانت طنجة تتلألأ بسحر الحدائق العامة والمساحات الخضراء.
اليوم، وبينما يمر الزمن بثباته، يعيش حي “جنان القبطان” وسط زحام الحياة العصرية، ولكن بقلب ينبض بتراث لا يُنسى وتاريخ يستحضر ذكريات الأمس.
إنها قطعة من الجمال الطبيعي والتاريخ الذي يشكل أساسًا لتراث مدينة طنجة العريقة، وقلب ينبض بروح الإبداع والإتقان التي عمرت هذا البستان الساحر، فبين الأزهار الجميلة والممرات الخضراء، يتلاشى الزمن وينبض الحياة بكل رونقها وألوانها في “جنان القبطان.