تستعد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لإطلاق مشروع “خدمات الطاقة والمناخ المحلية” (SLEC)، الذي يهدف إلى إنشاء ثماني مراكز في جماعات ترابية تابعة للجهة.
وتشكل هذه المراكز محاور استراتيجية في إطار تعزيز الانتقال الطاقي المستدام، ودعم الجهود الترابية في مجال حماية البيئة والتقليص من الانبعاثات الكربونية.
ويستهدف المشروع تعزيز قدرات الفاعلين الترابيين في مجالات البناء المستدام، الطاقات المتجددة، والتخطيط الحضري البيئي.
ويشمل ذلك تقديم تكوينات متخصصة في عدة مجالات، منها كفاءة الطاقة، العزل الحراري، التصميم المعماري البيوكليمي، بالإضافة إلى التحليل البيئي وأهمية الطاقة النظيفة في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وتعكس هذه المبادرة التزام جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بتعزيز الحوكمة البيئية من خلال تمكين المهنيين والمواطنين من الأدوات والمعرفة اللازمة للمساهمة في التحول البيئي للجهة.
ومن المنتظر أن يتم تجهيز كل مركز بمرافق بيئية نموذجية بيوكليماتية تعمل على تحسين الأداء الطاقي للمباني، وتعزيز المرونة المناخية في مختلف المجالات.
كما يهدف المشروع إلى تحفيز الاقتصاد الأخضر عبر خلق فرص شغل مستدامة، من خلال التكوين المهني ودعم التوظيف في القطاعات البيئية.
ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين عبر التقليص من الفقر الطاقي، وتعزيز التنمية المستدامة على مستوى الجهة.
ويعد المشروع ثمرة التعاون الوثيق بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وجهة بروفانس-آلب-كوت دازور الفرنسية، في إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى تنفيذ سياسات مناخية مشتركة، ودعم الأهداف التنموية الوطنية والإقليمية في مجال الانتقال الطاقي.
ويتوخى المشروع تحقيق أهداف اتفاقية باريس المتعلقة بتخفيض الانبعاثات الكربونية.
وستساهم هذه المراكز في بناء حوكمة بيئية ترابية تعزز المشاركة المجتمعية عبر التعليم البيئي، الذي يعد أداة أساسية لتحقيق الاستدامة البيئية على المدى الطويل.
كما ستعمل هذه المراكز على تبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين الترابيين، بما في ذلك السلطات المحلية، المهنيين، الجمعيات، والمواطنين، في إطار نموذج مستدام وشامل لإدارة البيئة والطاقة.
وتعد هذه المبادرة جزءاً من الاستراتيجية الوطنية الطاقية والبيئية التي تهدف إلى تحقيق تحول طاقي وإيكولوجي على مستوى المدن، وتحقيق تنمية اقتصادية قائمة على الطاقات المتجددة والممارسات البيئية المستدامة.