تسارع مدينة طنجة الخطى لمواجهة إشكالية الإجهاد المائي عبر اتخاذ العديد من المبادرات وإنجاز مشاريع بنية تحتية كبرى.
وتمثل حاجيات المدينة من الماء الشروب أكثر من 50 بالمائة من إجمالي احتياجات جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي تتوفر حالياً على احتياطي مائي يبلغ 903 ملايين متر مكعب، بنسبة 52٪ من السعة الإجمالية للمنشآت المائية الرئيسية.
وتشمل الجهود المبذولة إنشاء محطات جديدة لتحلية مياه البحر باستثمارات تصل إلى 4.5 مليارات درهم، بهدف تلبية الطلب المتزايد على المياه، بالإضافة إلى توسيع السدود القائمة مثل سد دار خروفة الذي يوفر حالياً نحو 50 مليون متر مكعب من المياه لمدينة طنجة.
كما تشمل الاستراتيجية المستقبلية تشييد ثلاث محطات لتحلية مياه البحر، تُعَدّ ضرورية لتأمين حاجيات المدينة ومحيطها على المدى البعيد.
إلى جانب ذلك، تبنت طنجة حملات توعية مكثفة تستهدف المواطنين والمؤسسات، تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه والحد من الهدر.
وتركز هذه الحملات على تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وتشجيع استخدام تقنيات جديدة في الزراعة والصناعة لتقليل الفاقد من المياه.
تأتي هذه الجهود في إطار خطة شاملة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي قد تنجم عن ندرة المياه في المستقبل. ومع النمو السكاني السريع والتوسع العمراني الكبير الذي تشهده طنجة، أصبح من الضروري تأمين مصادر مائية مستدامة لضمان استمرارية التنمية في المدينة.
تستهدف هذه الاستراتيجية الشاملة تحقيق توازن بين تأمين الاحتياجات الحالية من المياه وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. ويرى المسؤولون أن إدارة الطلب على المياه بشكل فعال لا يقل أهمية عن تأمين إمدادات جديدة، ما يتطلب تطوير سياسات جديدة وتبني تقنيات حديثة لمراقبة الاستهلاك.
تسعى طنجة من خلال هذه التدابير إلى ضمان استقرار مائي يواكب التطور الحضري والصناعي للمدينة، مع الحفاظ على البيئة وتجنب أي تأثيرات سلبية على جودة الحياة. في ظل هذه المبادرات، تأمل المدينة في تأمين مستقبل مائي مستدام، مما يعزز من قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وضمان رفاهية سكانها وزوارها.