حملت دراسة دولية تعنى بقضايا الصحة، إسبانيا، المسؤولية عن انتشار أمراض السرطان في منطقة الريف، لاستعمالها غازات كيماوية محرمة في حربها الرامية لتركيع المقاومة المغربية بالمنطقة.
وأبرزت الدراسة التي نشرتها مجلة “غيلمور”، ضمن موضوع عنونته بـ “جرائم الحرب: استخدام إسبانيا للأسلحة الكيماوية في شمال المغرب لا يزال يسبب المعاناة”، المعاناة التي سببها قصف قرى الريف بالغازات السامة والاسلحة الكيماوية، خلال عشرينيات القرن الماضي، من قبل الجيش الاسباني الذي تكبد هزائم مذلة خلال المواجهات المباشرة مع المقاومة تحت قيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي.
واعتبر كاتب المقال، أن هذه الحرب تركت طعمًا سيئًا في فم المؤرخين هي الحرب بين إسبانيا وريف شمال المغرب. مشيرا إلى أن القوات الإسبانية ارتكبت عدة جرائم حرب خلال حرب الريف. وتشمل الإعدام بحق المدنيين، والاغتصاب، والإخصاء / التشويه لأسرى الحرب المغاربة، وقصف الأطفال والنساء ، واستخدام الأسلحة الكيماوية.
وبحسب المقال، فإن قرار استخدام الأسلحة الكيماوية كان مدفوعاً بهزيمتهم المذلة في معركة انوال. حيث استخدم الجيش الإسباني الكلوروبكرين وغاز الخردل والديفوسجين والفوسجين على الرغم من التوقيع في عام 1925 على بروتوكول جنيف الذي يحظر استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية أثناء النزاعات الدولية.
وسجل كاتب المقال أنه “بعد ما يقرب من مائة (100) عام بعد الحرب، لا تزال آثار الحرب الكيماوية ضد شمال المغرب محسوسة. الأكثر تدميرا من بين هذه الآثار هو انتشار الإصابة بالسرطان في السكان الأصليين لشمال المغرب. توجد مؤشرات قوية تربط حدوث السرطانات بالغازات التي استخدمها الإسبان في الحرب”.