رفوف المتاجر في فرنسا تتكيف مع شهر رمضان المبارك
إعلان على اليمين 160×600
إعلان على اليسار 160×600



الإشهار 2

رفوف المتاجر في فرنسا تتكيف مع شهر رمضان المبارك

إشهار مابين الصورة والمحتوى

يشهد محل بقالة مغربي، يقع بحي “باربيس” الشهير والشعبي بالدائرة الثامنة عشرة بالعاصمة الفرنسية، إقبالا مهما مع سيل من الزبناء الذين يتوافدون من أجل اقتناء أساسيات الشهر الكريم. 

شهر رمضان الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا في استهلاك المواد الغذائية لدى الأسر المسلمة، وهي كذلك الفترة التي تستعد لها عدد من المتاجر الفرنسية منذ عدة أسابيع.

وعند مدخل هذا المتجر الكبير بحي “باربيس”، تم تجهيز رواق خاص بشهر رمضان حيث يمكن للزبناء أن يقتنوا كل الأساسيات لتحضير الأطباق الرمضانية، من مكسرات وتمور وزيتون والليمون المخلل “الحامض المصير” والطماطم المعلبة والعسل أو حتى أوراق البريوات.

وفي هذا السياق، يقول صاحب المتجر، الذي يشتمل أيضا على محل جزارة حلال، إنه “مع اقتراب الشهر المبارك يبدأ سباق للحصول على الإمدادات يشتد يوما بعد يوم”، مشيرا إلى أن مخزون المتجر يتقلص بسرعة كبيرة. 

وأضاف المتحدث، أنه يتوقع وصول سلع جديدة من المغرب، مسجلا أن المتجر يحاول التكيف مع الطلب المتزايد على المنتجات الوطنية، ويحرص على توفير المزيد من المكونات اللازمة لإعداد أشهى الأطباق المغربية خلال هذا الشهر الفضيل.

وأشار صاحب المحل، الذي يخطط لتركيب كشك إضافي أمام محله في الأيام المقبلة لعرض الحلويات الشرقية والتوابل تقليدية الصنع، إلى أن حجم مبيعات محل البقالة والجزارة يرتفعان بنسبة 30 إلى 35 بالمائة خلال هذه الفترة.

من جانبه، قال علي، وهو رب أسرة جاء للتسوق في محل البقالة: “على الرغم من أننا بعيدون عن المغرب حيث يقام رمضان في جو عائلي دافئ، إلا أننا نبذل قصارى جهدنا لإدامة تقاليدنا في فرنسا، من خلال إعداد الأطباق المغربية المفضلة لدى أطفالنا”.

وللاستفادة من هذه الفترة، فإن المتاجر بجميع أنواعها، خاصة تلك الموجودة في الأحياء ذات جالية مسلمة مهمة، تتكيف مع متطلبات هذا الشهر وتقدم الشباكية والبريوات والحلويات الشرقية لتلبي أذواق زبنائها.

وشرعت بعض المطاعم أيضا في التكيف قدر الإمكان مع رمضان بتقديم قوائم طعام متنوعة. ويقول في هذا الصدد طاهي بمطعم مغربي في كوربفوا (ضواحي باريس) إن “الأطباق المنزلية من قبيل الحريرة والطاجين والكسكس والبطبوط تلاقي نجاحا كبيرا خلال فترة الإفطار”.

وأوضح الطاهي أنه في ثلاجة المشروبات الكبيرة بالمطعم، توجد مشروبات لعلامات مغربية للمياه المعدنية والعديد من المشروبات الغازية التي نراها في المغرب، مضيفا “الجالية المغربية في فرنسا تريد أن تتمتع بنفس التجربة التي تعيشها في المغرب، حتى على مستوى المشروبات”.

من جانبها، تتبع متاجر البيع بالتجزئة الكبيرة في فرنسا أيضا إيقاع الشهر الكريم، حيث أصبحت اليوم قادرة على تلبية الطلب المتزايد باستمرار من حوالي ستة ملايين مسلم مقيم في فرنسا.

وتدخل محلات السوبر ماركت الفرنسية في منافسة شرسة خلال شهر رمضان، من خلال عرض مجموعة لا حصر لها من المنتجات الحلال، بما في ذلك اللحوم والدواجن واللحوم الباردة أو حتى الأطباق المجمدة، لاسيما البيتزا والمعجنات، وكذا من خلال تقديم عروض ترويجية للعديد من المنتجات الشعبية الأخرى قصد إرضاء جميع الأذواق والميزانيات.

كما نجد في الأروقة الخاصة برمضان في السوبر ماركت الكتب المخصصة للدين، بما في ذلك المصاحف وكتب تعليم الصلاة والأحاديث النبوية. وبالتالي، فإن شهر رمضان يتيح الفرصة لهذه المتاجر لزيادة حجم مبيعاتها من خلال الاستفادة من الإنفاق الغذائي المتزايد للجالية المسلمة في فرنسا، وهي واحدة من أكبر الجاليات في أوروبا.

ومن الواضح أنه على الرغم من غياب الأجواء التي ترافق الإفطار في المغرب (الأذان وطلقات المدفع)، فإن المغاربة في فرنسا يحرصون على إحياء التقاليد والقيم الروحية التي طالما ميزت هذا الشهر المبارك، من خلال تدفقهم بكثافة على المساجد لأداء الصلوات وخلق جو رمضاني بهيج في بلدهم المضيف شبيه بجو بلدهم الأم.

 


الإشهار بعد النص
شاهد أيضا
عداد الزوار