في أجواء رمضانية دافئة، تحولت القاعة الكبرى لدار الشباب حسنونة بمدينة طنجة، مساء الجمعة، إلى فضاء احتفالي مفعم بالبهجة، حيث اجتمعت أسر ومحبّو الفنون والثقافة والدين للاحتفاء بكوكبة من الفائزين في مسابقات النسخة الرابعة من برنامج “رمضانيات طنجة الكبرى”.
وسط تصفيقات وزغاريد الأمهات، جرى تكريم حفظة ومجودي القرآن الكريم من مختلف الأعمار، بعد شهر من المنافسات التي جابت فضاءات شبابية وجمعوية بالمدينة.
لكن التكريم لم يقتصر على الجانب الديني، بل شمل أيضاً مبدعين شباباً برزوا في مجالات الشطرنج، والخطابة، والفنون التشكيلية، والشعر، وحتى الألعاب الإلكترونية.
ولم تخفِ أسر المشاركين فرحتها بالنجاح المتواصل للبرنامج، الذي بات يحظى باهتمام متزايد من ساكنة طنجة، عاماً بعد آخر، ليرسّخ مكانته كتقليد رمضاني ثقافي وروحي لا يُفوّت.
وتميّز الحفل بحضور جمعية التفتح الفني، الشريك الأساسي لمؤسسة طنجة الكبرى، حيث نوه المنظمون بالدور الحيوي الذي تلعبه الجمعية في تنشيط المشهد الثقافي المحلي، وبالتزام أطرها في إنجاح مختلف الفعاليات.
كما خُصّصت لحظة مؤثرة لتكريم المشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أبدعوا بدورهم في مختلف المسابقات، في مشهد عكس روح الاندماج والتقدير التي يكرّسها البرنامج.
ولم يخلُ الحفل من لمسة فنية، حيث قدّمت فرق شبابية واعدة عروضاً من السماع والمديح، أضفت على الأمسية طابعاً روحياً مميزاً.
وفي ختام الأمسية التي امتدت لأزيد من ثلاث ساعات، عبّر عبد الواحد بولعيش، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى، عن سعادته الغامرة بنجاح هذه الدورة، مؤكداً أن “رمضانيات طنجة الكبرى” أصبحت محطة ينتظرها الطنجاويون بشغف كل عام، بفضل تظافر جهود العشرات من الفاعلين الذين وُزعت عليهم دروع تكريمية اعترافاً بإسهاماتهم.
وتندرج هذه الفعالية التكريمية، في إطار النسخة الرابعة لـ”رمضانيات طنجة الكبرى” المنظمة من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي.
وعرفت هذه التظاهرة تنظيم لقاءات ومحاورات فكرية تناقش قضايا مواضيع من قبيل “السياسة والأدب”، و”ورش الدولة الاجتماعية ما بين قوة الطموحات ومواجهة التحديات”.
كما شمل البرنامج إلى جانب سهرات للمديح والسماع والموسيقى الأندلسية، مسابقات لتجويد القرآن الكريم، وزيارات تضامنية، ودوريات رياضية.