حلت، اليوم الثلاثاء (6 فبراير 2024)، الذكرى العاشرة لإحدى أبشع الحوادث المأساوية المرتبطة بالهجرة غير النظامية، والتي راح ضحيتها 15 مهاجرا من جنوب الصحراء، أثناء محاولتهم الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة.
وكانت الحادثة قد وقعت في 6 فبراير 2014، عندما تسلق مئات المهاجرين من جنوب الصحراء حاجز تراخال، الذي يفصل سبتة عن بقية التراب المغربي.
وأطلقت قوات الأمن الإسبانية (الحرس المدني) الرصاص بوحشية على المهاجرين، مما أسفر عن مقتل 15 منهم وإصابة العشرات.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في جميع أنحاء العالم، وطالبت منظمات حقوق الإنسان بتحقيق العدالة للضحايا. وقد تم فتح تحقيق في الحادثة، لكن لم يتم الوصول إلى أي نتائج حاسمة.
تفاصيل الحادثة
بدأت الحادثة في حوالي الساعة الثالثة صباحًا، عندما بدأ مئات المهاجرين من جنوب الصحراء في تسلق حاجز تراخال، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 6 أمتار. وبعد حوالي ساعة، وصلت قوات الأمن الإسبانية إلى مكان الحادث، وأطلقت الرصاص على المهاجرين، مما أسفر عن مقتل 15 منهم وإصابة العشرات.
وقد أظهرت مقاطع فيديو وصور الحادثة، أن المهاجرين كانوا غير مسلحين، وأنهم لم يشكلوا أي خطر على قوات الأمن الإسبانية.
كما أظهرت مقاطع الفيديو، أن قوات الأمن الإسبانية أطلقت الرصاص على المهاجرين على مسافة قريبة، مما أسفر عن قتلهم على الفور.
ملابسات الحادثة
ووفقا لتقارير حقوقية، فإن الحادثة كانت نتيجة لسياسة القمع الإسبانية تجاه المهاجرين غير النظاميين. وقد اتهمت منظمات حقوق الإنسان السلطات الإسبانية بالتخطيط لهذه الحادثة، بهدف ردع المهاجرين من محاولة الوصول إلى سبتة.
وقد أثارت الحادثة جدلا واسعا في إسبانيا، وطالبت أحزاب المعارضة بإجراء تحقيق مستقل في الحادثة. كما طالبت منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في الحادثة.
الفعاليات المخلدة للذكرى
واليوم، يحيي ناشطون حقوقيون في سبتة ذكرى هذه المأساة، مطالبين السلطات بتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
كما تسعى الفعاليات إلى تسليط الضوء على قضية الهجرة غير النظامية والمناطق الحدودية، والتي تُعد من القضايا الإنسانية المعقدة التي تتطلب حلولاً إنسانية وعادلة.
وتشمل الفعاليات التي ستنظم اليوم في سبتة، مسيرة احتجاجية ستنطلق من ساحة الملوك، ومن المتوقع أن تصل إلى شاطئ تراخال.
كما ستنظم محاضرات وأنشطة مختلفة، تهدف إلى إحياء ذكرى الضحايا ومطالبة السلطات بتحقيق العدالة لهم.
وفي هذا الصدد، قالت المحامية باتوكا فرنانديز، التي شاركت في الدفاع عن ضحايا الحادثة، إن “العدالة لم تتحقق بعد للضحايا وأسرهم”. وأضافت أن “الفعاليات التي ستنظم اليوم هي فرصة لإحياء ذكرى الضحايا ومطالبة السلطات بتحقيق العدالة لهم”.