يترقب أهالي مدينة أصيلة، بكثير من القلق، فترة سوداء على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، بعدما أهدرت جائحة “كوفيد-19” فرصة انتعاش اقتصادي موسمي اعتادت المدينة الاستفادة منها بشكل سنوي، بفضل توافد السياح عليها من داخل وخارج المغرب.
إرهاصات تفاقم الأزمة الاقتصادية، تبدو بشكل كبير مع مشهد الأزقة والفضاءات العمومية بالمدينة، وهي فارغة إلا من بعض سكانها الذين يرتادونها خلال الفترات المسائية من كل يوم رغبة في الترويح عن النفس وتقاسم أحاديث يغلب عليها طابع الشجن والأحزان حيال ما آلت إليه وضعية الكثير من الأسر الزيلاشية.
في مثل هذا الوقت من كل عام، تكون مدينة أصيلة قد أسدلت الستار لتوها الستار على موسمها السياحي، الذي يدر على سكانها بعض العائدات نظير خدمات كراء المنازل للسياح الوافدين من مدن الداخل المغربي أو عبر ممارسة أنشطة تجارية متنوعة، وهي إيرادات يستعين بها الكثيرون في تأمين قوت بقية شهور السنة.
وتتحسر سيدة خمسينية، على ضياع فرصة ثمينة للرواج الموسمي خلال الصيف، الذي اعتاد سكان المدينة اتخاذه كضمادة لجرح عنوانه الكساد الممتد طوال أشهر السنة. وبنبرة أسى تدعو الله “يعمل تاويل الخير ويشوف من حال الدراوش”، وفق تعبيرها ضمن دردشة قصيرة مع جريدة طنجة 24 الإلكترونية.
“القضية واقفة مرة”، يقولها نادل يعمل بأحد المقاهي قرب ساحة القصبة الشهيرة، ردا على سؤال للجريدة بخصوص الوضعية الاقتصادية في المدينة، ثم ينصرف لخدمة أحد الزبناء القلائل الذي اختار كرسيا من بين عشرات الكراسي الفارغة المرصوصة عند باب المقهى وفي فضائه الداخلي.
بين الفينة والأخرى، يكسر هدوء أزقة الحي العتيق في أصيلة، مشهد مجموعة من أطفال المدارس المتوجهين من أو إلى فصولهم الدراسية في جو من المرح الطفولي الذي يبدو أنه لا يستوعب كثيرا تداعيات مشهد المحلات التجارية المغلقة المنتشرة في عمق المدينة القديمة الفاقدة لديناميتها ونبضها السياحي والثقافي اللذين تشتهر بهما.