انتابتني كغيري من المواطنين أسئلة عديدة حول نوايا السلطات و كفاءة المهندسين الذين تكفلوا بإعادة تهيئة سوق كاسبراطا الذي عانى ولمدة غير وجيزة من التهميش و التسيب حيث اعتبره المسئولين دوما منجما لا ينضب، يدرعليهم الملايين دون أن يلتفتوا لحاله و أحواله.
هذه الأسئلة كانت تتمحور بالأساس حول الجدوى من عمليات الهدم و إزالة المحلات التجارية الغير مشروعة التي نبتت كالفطر وأيضا منع أصحاب المحال من استغلال المساحات العمومية كملحق تابع لهم مادام أن حليمة ستعود إلى عادتها القديمة حتما كما في كل مرة في غياب قوانين جزرية رادعة وتحمل حقيقي للمسؤولية و قد بدأنا نشهد تباشير العودة الميمونة إلى الزمن الماضي منذ الآن، إلا أن اللغز الذي استعصى علينا فهمه هو تلك الأقواس التي تم بناؤها على طول سور السوق،أقواس ناتئة تبدو خارج السياق تماما ودون معنى لا من الناحية الجمالية و لا من ناحية جدواها،إلا أن أحد الأصدقاء المتضلعين والخبراء بالمجتمع المغربي فطن مبكرا إلى فائدة تلك الأقواس إذ أن بنائها بمحاذاة السور شكل زوايا مثالية للباحثين عن الستر أثناء قضائهم لحاجتهم البيولوجية،لم أعر كلامه كثير اهتمام و ربما وافقته على استنتاجه بشكل اعتباطي دون أن أنتبه إلى عمق المشكل الذي نحن على وشك معايشته،زائر السوق الآن عليه أن يغطي أنفه بكمامة طبية حتى لا تزكمه الرائحة الكريهة المنبعثة من كل زوايا الأقواس التحفة(لازين لامجي بكري)،و البقع السوداء التي تشكلت مع مرور الوقت تنتشر في كل مكان وكأننا بصدد مكان مهجور مقفور وليس سوقا شعبيا كبيرا ينبض حيوية و نشاطا و يعتبرمن معالم المدينة لشهرته الواسعة ليس محليا فقط بل على الصعيد الوطني أيضا.
فهل نظلم السلطات بهذا الكلام على اعتبار أن الأشغال لازالت جارية وربما تكون لهم خططهم المستقبلية الخاصة ؟ أم أنه خطأ فادح من سلطة لم تعرف حقيقة شعبها بعد؟
بقلم: إدريس أرباج