أشاد سياسيون وأكاديميون أفارقة، اليوم الخميس بطنجة ضمن فعاليات منتدى ميدايز، بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي جعل من المنطقة أرضية للتنمية المستدامة ومنصة جذابة للاستثمارات.
وأكد المستشار الخاص لرئيس جمهورية مدغشقر، باتريك راجولينا، أن “المغرب انخرط في مسلسل مستمر لتنمية الأقاليم الجنوبية، كما حقق منجزات مثيرة للإعجاب”، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية جعلت من الأقاليم الجنوبية حواضر قائمة الذات وليس مجرد جهات تابعة للمركز.
وبخصوص الدبلوماسية الاقتصادية، دعا السيد راجولينا إلى ضرورة مواكبة هذه الاستراتيجية بتسويق وخلق علامة اقتصادية للأقاليم الجنوبية مع تشجيع المقاولات، المغربية والأجنبية، على الاستقرار بالمنطقة من خلال وضع حوافز جبائية.
كما أشاد السيد باتريك راجولينا برؤية جلالة الملك التي مكنت المغرب من التوفر على دبلوماسية فعالة، مبرزا أن المغرب حاضر بقوة في المحافل الدولية، لاسيما بالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، كما حقق منجزات دبلوماسية كثيرة، تتعلق أساسا باعتراف الدول الكبرى بمغربية الصحراء.
من جهته، أكد وزير خارجية جمهورية جزر القمر الاتحادية السابق، فهمي سعيد إبراهيم، أن “الأقاليم الجنوبية للمملكة تشكل اليوم نموذجا رائعا لقدرة المغرب على الابتكار والتنمية، ما جعل المنطقة تسجل إحدى أعلى معدلات النمو وتستقطب استثمارات كبيرة”.
وأشار السيد سعيد إبراهيم إلى أن “المغرب، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، عمل على تطوير الأقاليم الجنوبية وجعل منها أداة رائعة للدبلوماسية”.
وتابع المسؤول السابق أن “الأقاليم الجنوبية شهدت تحولا مدهشا على مدى 20 سنة الماضية بفضل منجزات المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها”، مضيفا أنه “من وجهة نظر إفريقية، لا يمكن لنا إلا أن نعبر عن إعجابنا بهذا الأمر وبالمنجزات المحققة”.
وشدد على أنه “أمام هذا التقدم، لا يمكن لأي أحد دحض الدلائل ولا تزوير التاريخ، فالأقاليم الجنوبية كانت دوما تؤدي البيعة، وهي الرابط القانوني بين السكان وملوك المغرب”، معتبرا أن “المغرب أمة وبلد عريق، يشهد نهضة متواصلة منذ الاستقلال، وعرف، بفضل أصالته، كيف يبصم على مسار تنموي رائع”.
أما وزير الخارجية السابق لجمهورية ليبيريا، غبيزونغار ميلتون فيندلي، فيرى أن المغرب وضع سياسات بأهداف مستقبلية محددة لتنمية الأقاليم الجنوبية، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ”نموذج يتعين استلهامه من طرف بلدان غرب ووسط وشرق إفريقيا بالنظر إلى النتائج المحققة، لاسيما تحويل هذه المناطق القاحلة إلى نقاط جذب اقتصادي”.
تجدر الإشارة إلى أن دورة هذه السنة من المنتدى تشهد مشاركة أكثر من 250 متحدثا رفيع المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وحائزون على جوائز نوبل، ورؤساء شركات دولية كبرى وشخصيات مؤثرة، أمام جمهور يفوق 6000 مشارك من أكثر من مائة دولة.
ويهدف المنتدى، الذي ينظمه معهد أماديوس تحت شعار “سيادات وقدرات الصمود : نحو توازن عالمي جديد”، إلى تعميق النقاش القاري والعالمي حول تعزيز السيادات الوطنية و الإقليمية (مؤسساتية وسياسية وترابية وأمنية واقتصادية وغذائية وطاقية وصحية) وبناء صمود مشترك، للاستجابة للأزمات العالمية المتعددة.