أفردت صحيفة ايطالية، مقالا خاصا عن مدينة طنجة، ابرزت من خلاله انها كانت وما زالت ملاذاً للعديد من الكتاب والفنانين الهاربين من قيود مجتمعاتهم.
وأبرزت صحيفة “Il Foglio Quotidiano” في المقال الذي وقعه الكاتب الإيطالي فريتوريو فرجيني، أن طنجة، بفضل موقعها الجغرافي الفريد وتاريخها الغني، أصبحت وجهة مفضلة لشخصيات بارزة مثل بول بولز وجين أوير، ويليام بوروز، وبوب ديلان.
وأوردت الصحيفة ذاتها، ان طنجة، المدينة التي تقع على حافة إفريقيا وتواجه أوروبا عبر مضيق جبل طارق، كانت دائمًا نقطة لقاء للثقافات والشعوب المختلفة، مما منحها طابعًا فريدًا وسحرًا لا يقاوم.
وأضافت الصحيفة أن المدينة، التي كانت تتمتع بوضع دولي خاص خلال منتصف القرن العشرين، كانت تستقطب الباحثين عن الحرية والتجريب الفني.
ووصف فرجيني، طنجة بأنها مدينة تجمع بين الشرق والغرب، حيث يمكن للزائر أن يشعر وكأنه يعيش في عالم بلا حدود، حيث “لا شيء حقيقي، وكل شيء مسموح”. مضيفا أن هذا المناخ الحر أتاح للعديد من الكتاب والفنانين التعبير عن أنفسهم بطرق لم تكن ممكنة في بلدانهم الأصلية.
وحسب المنبر الإعلامي ذاته، فإن تأثير طنجة على الأدب والفن العالميين لا يمكن إنكاره، إذ أن العديد من الأعمال الأدبية والفنية الهامة ولدت من وحي هذه المدينة.
وذكرت الصحيفة أن بول بولز وزوجته جين أوير وجدا في طنجة المكان المثالي للإبداع بعيداً عن ضغوط المجتمع الأمريكي. في طنجة، كتب بول بولز روايته الشهيرة “The Sheltering Sky” التي أصبحت علامة فارقة في الأدب الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن طنجة لم تكن مجرد ملاذ للكتاب والفنانين الغربيين، بل كانت أيضًا مركزًا للحركة الأدبية المغربية والعربية. مشيرة الى حركة الترجمة والنشر ازدهرت فيها وأصبحت نقطة تلاقٍ بين الأدب العربي والأدب الغربي، مما أثرى كلا الجانبين وأحدث تفاعلًا ثقافيًا فريدًا.
كما تطرق المقال إلى التغيرات التي شهدتها طنجة عبر السنوات. فرغم التحولات الاقتصادية والاجتماعية، احتفظت المدينة بجاذبيتها الفريدة وقدرتها على إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين والمثقفين. فالأزقة الضيقة والأبنية القديمة والشواطئ الساحرة لا تزال تحتفظ بسحرها، وتجذب المزيد من الباحثين عن الإلهام والإبداع.
واختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن طنجة، رغم التحولات التي شهدتها على مر السنين، لا تزال تحتفظ بسحرها الفريد وتجذب جيلًا جديدًا من الفنانين والمثقفين الذين يبحثون عن إلهام جديد في أزقتها القديمة وشواطئها الخلابة. فطنجة تظل مدينة تعبر عن الحرية والإبداع، وهي ملاذ لكل من يبحث عن ذاته في عالم مليء بالتحديات والقيود.