المختار الخمليشي – طنجة 24
لم يخلو افتتاح مهرجان الفلم الوطني الذي انطلقت فعاليات دورته الثانية عشر مساء يوم أمس بطنجة كالعادة من طرائف وارتباكات في التنظيم والتسيير، وهي مظاهر يرى متتبعون إنها لا تليق بمهرجان ينظم في مدينة بحجم مدينة طنجة.
” فاطمة النوالي”، صاحبة الابتسامة العريضة بدت وكأن “الريزو هرب لها ” في أكثر من لقطة، ربما لتأثرها بغياب فقيدي السينما المغربية ” عائشة مناف” و”نور الدين كشطي” عن هذه الدورة، يقول أحدهم مازحا، وربما بسبب التعب الناتج عن أسفارها الكثيرة بين المهرجانات السينمائية في أكثر من مدينة مغربية، والتي أصبح تنشيطها علامة تجارية مسجلة باسم “النوالي ” كدليل واضح على الديمقراطية التي تفاخرت بها في ختام الدورة الأخيرة لمهرجان الفلم القصير، يضيف آخر متهكما.
فاطمة النوالي، افتتحت تنشيطها هذه السنة بإثارة الانتباه إلى غياب الممثلة المغربية عائشة مناف التي غيبها الموت بعد صراع مع المرض، والناقد السينمائي نور الدين كشطي الذي اختطفته المنية في حادثة سير مؤلمة بين طنجة والقنيطرة. وفي سياق ترحيبها بالحضور والشخصيات الهامة، أبانت الإعلامية المعروفة، بأن مخيلتها ما زالت بعيدة عن طنجة رغم أنها تتواجد فيها، حيث اعترفت بنفسها أن أجواء مهرجان الداخلة الأخير لم تفارقها بعد، وهو المبرر الذي اعتمدته في الاعتذار عن خطئها عندما أسندت مهمة إدارة تنمية وكالة الأقاليم الجنوبية الى المدير الحالي لوكالة تنمية الأقاليم الشمالية بدون علم هذا الأخير.
لقطة أخرى يرى المتتبعون فيها دليلا على “هروب الفرييخ” لـ”فاطمة النوالي”، هي شكرها للجمهور الذي ربما اعتقدت أن هتافاته خارج قاعة المهرجان عبارة عن تحية للقائمين على هذه التظاهرة السينمائية الكبيرة، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ممن حضروا حفل الافتتاح أن هذه الهتافات التي وصلت أصداءها بوضوح إلى داخل القاعة ما هي إلا احتجاجات على حرمان مردديها من حضور فعاليات الافتتاح. وهو ما يطرح بقوة إصرار المنظمين على التردد كل سنة على قاعة ضيقة، كما لو أن القاعات السينمائية قد انقرضت كليا من مدينة طنجة.
والى جانب طرائف فاطمة النوالي، كان سوء التدبير هو المهيمن على افتتاح هذه الدورة الجديدة، حيث تجددت المشاداة الكلامية بين كثير من الحضور من بينهم صحفيون وبعض رجال الأمن الخاص بسبب منع هؤلاء لهم من دخول القاعة السفلية، إذ أن الكل يحب أن يتواجد بشكل أقرب من الشخصيات الفنية التي حضرت الحفل، أو ربما لأن البعض يرى في الأمر انتقائية غير مبررة من طرف المسؤولين عن المهرجان في توزيع دعوات حضور الافتتاح.
حفل العشاء الذي أقامته كل من وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي على شرف المدعوين اليه، كان أيضا مؤشرا واضحا على التدبير السيئ الذي وصل إليه الأمر في السنوات الأخيرة فيما يخص تنظيم المهرجانات السينمائية بطنجة، من حيث وجود أعداد كبيرة من المدعوين في مقابل كميات غير كافية من الأطعمة، وهو ما أدى الى استياء عام في صفوف الكثيرين نتيجة عدم تمكنهم من الحصول على حصتهم من العشاء.