أعلنت شركة “ميرسك” الدنماركية، إحدى كبرى الشركات العالمية في قطاع الشحن البحري، عن قرارها إنهاء رسو سفنها في ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، وتحويل عملياتها إلى ميناء طنجة المتوسط، وذلك ضمن خططها لإعادة هيكلة مسارات الشحن بين الشرق الأوسط، الهند، والولايات المتحدة.
وقالت الشركة في بيان نقلته وسائل إعلام إسبانية إن هذا القرار يأتي في إطار تعديل مسار خدمة الشحن البحري MECL، مع إضافة محطة جديدة في ميناء مندرا الهندي، واستبدال التوقف في ميناء الجزيرة الخضراء بمحطة ميناء طنجة المتوسط خلال الرحلات المتجهة غربًا.
ويُنظر إلى هذا القرار على أنه ضربة اقتصادية للموانئ الإسبانية، وخاصة ميناء الجزيرة الخضراء، الذي يُعد أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في أوروبا.
وتشير تقديرات إلى أن القرار قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في حجم النشاط البحري بالميناء، ما يعكس التحولات الجارية في حركة التجارة البحرية على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
في المقابل، يمثل هذا التحول مكسبًا استراتيجيًا للمغرب، حيث يعزز مكانة ميناء طنجة المتوسط كأحد أبرز الموانئ المحورية في المنطقة. ويتمتع الميناء، الذي يقع على مضيق جبل طارق، بموقع جغرافي متميز يتيح له الارتباط المباشر بخطوط التجارة العالمية، إضافة إلى بنيته التحتية المتطورة التي اجتذبت استثمارات ضخمة في السنوات الأخيرة.
ويأتي القرار في سياق تزايد المنافسة بين الموانئ المتوسطية، حيث نجح المغرب في الاستفادة من موقعه الجغرافي والابتكار في قطاع النقل البحري لجذب الشركات الكبرى مثل “ميرسك”.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعزز مكانة المغرب كحلقة وصل رئيسية في سلاسل التوريد العالمية.
ولم تكشف “ميرسك” عن تفاصيل إضافية بشأن الجدول الزمني للتنفيذ، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يتم نقل العمليات بشكل كامل خلال الأشهر المقبلة، مما قد يعيد رسم خريطة الشحن البحري في المنطقة.