شوارع طنجة خاوية على عروشها، حركة سيارات نادرة، وهدوء غريب يسود جميع أحياء طنجة، لقد غادر القاطنون بالمدينة إلى أهاليهم، وظل السكان المحليون أو الذين اختاروا الاستقرار الدائم في المدينة، وحدهم يحتفلون بالعيد.
طنجة تتنفس
صفحات المواقع الاجتماعية المهتمة بأخبار مدينة طنجة عملت على نشر صور خاصة حول الهدوء والفراغ الكبير بمختلف الشوراع الرئيسية بالمدينة، ليبدأ مسلسل تعليقات سكان طنجة واحدا تلو الأخر يصب في خانة الابتهاج والفرح بحالة الهدوء خلال عيد الأضحى.
“طنجة تتنفس” يقول موسى على صفحة شهيرة تهتم بأحوال طنجة، “اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال” يضيف علاء الشاب الطنجاوي على متن نفس الصفحة، إنها نفس الآراء المرحبة والمبتهجة بحالة الهدوء والسكون الذي يطبع مدينة طنجة خلال عيد الأضحى.
تتواصل التعليقات على الصور وتتفاعل آراء المغردين.. “لا بد للمدينة من راحة، لترتاح من بعض الوجوه والصخب” يعلق يوسف على صورة توضح فراغ شوارع طنجة من السكان، ليتدخل عزيز الشاب من طنجة معلقا على الصور “طنجة في حلتها الجديدة “روعة “، فيما تعبر حنان عن فرحتها بهدوء طنجة “أحسن حاجه كتشوف غير ولادها حتى هنا عندنا هيدا دنيا كتصفر، شمال كامل عامره غير بهادوك”.
وحظيت هذه الصور في الصفحات التي تضم آلالف المعجبين بإعادة نشرها لمئات المرات مرفوقة بتعليقات تعبر عن السعادة والفرح لحال طنجة خلال عيد الأضحى.
صور من هنا وهناك
ليست الصفحات المهتمة بأحوال طنجة وحدها فقط من تعمل على إعادة نشر صور مدينة طنجة الهادئة، بل قام عدد م من سكان طنجة على التقاط شوارع طنجة الخالية، وإعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
تختلف الصور والأماكن غير أن مضمونها يظل واحدا.. سكون وهدوء وحركة نادرة للسيارات، تنسي سكان طنجة الضجيج والضوضاء ولو حتى حين.
تفاعلات المبحرين على مواقع التواصل الاجتماعي لا تختلف في مضمونها وإن اختلفت صور الأمكنة والشوارع، إنها نفسها، تعبير عن الفرحة والابتهاج وآمال عريضة في استمرار أوضاع المدينة على حالها.
كما تكشف هذه التعليقات عن عدم رضا سكان طنجة على الأوضاع الحالية للمدينة التي تكبر بشكل كبير وتكبر معها مشاكل الهجرة والتلوث والضجيج وظواهر الإجرام المتنامية.
كما أن القاسم المشترك بين هذه التعليقات والآراء هو الشوق لحال عروس الشمال خلال حقب تاريخية هامة، ظلت خلالها المدينة نموذجا للهدوء والنظافة مقارنة مع باقي المدن المغربية، قبل أن ينفجر النمو الديمغرافي وموجات الهجرة من جميع أصقاع المغرب.
طنجة والهجرة
وكشف حال الهدوء والسكون والأمواج البشرية التي تدفقت على محطات النقل خلال عيد الأضحى، عن تحول مدينة طنجة إلى قطب وطني لليد العاملة من جميع أنحاء المغرب.
وبدا واضحا أن الهدوء والفراغ خلال عيد الأضحى يكشف عن احتلال فئة عريضة من القاطنين بطنجة لقسم كبير من مختلف فرص العمل التي توفرها بعض المشاريع بالجهة، وكذا هيمنة فئات مهاجرة على قطاعات اقتصادية تشكل قطب الحركة الاقتصادية بالمدينة.
ويظل كثير من شباب طنجة الذي لم يجد موطئ قدم له ضمن مشاريع طنجة الاقتصادية يندب حظه وهو يولي وجهه نحو القارة الأوربية، متهما الآخر بالتسبب في هذا الواقع.
اتهامات وشكاوى تبرز بحدة خلال المناسبات الدينية، لعل عيد الأضحى لهذه السنة النموذج الصارخ.